فلسطين أون لاين

​شعور بالقلق وعدم التركيز والخوف

طلبةُ التوجيهي ما بين إرهاق الصوم وانقطاع الكهرباء

...
غزة - نسمة حمتو

تبدأ امتحانات الثانوية العامة في ظل ظروفٍ صعبةٍ يعيش فيها الطلاب بقطاع غزة، لكن أملهم في تحقيق علامات مرتفعة يزيدهم تحديًا وإصرارًا.

صعوبة كبيرة

الطالب محمد الجعبري عبر عن تخوفه الشديد من الامتحانات، مع أنه يقضي نهاره في مراجعة الدروس، ومع حرصه الشديد على الدراسة طيلة النهار يضطر في بعض الأحيان إلى الاستيقاظ في ساعات الفجر، عندما يكون ذهنه صافيًا للدراسة، ولكن انقطاع التيار الكهربائي المستمر يعكر صفوه، فيلجأ إلى الإنارة البديلة التي تزيد من ألم عينيه وعدم قدرته على التركيز جيدًا.

وقال الجعبري لـ"فلسطين" عن معاناته: "نعيش في أزمة كبيرة ما بين شهر رمضان والصيام، وانقطاع التيار الكهربائي الذي سبب لنا مشكلة كبيرة في حياتنا، فأصبحنا لا ندرس إلا في وقت معين، نستخدم الوسائل البديلة للإنارة، لكن شحنتها تنتهي بعد 5 ساعات، والكهرباء لا تأتي سوى ساعتين في النهار فقط".

وأضاف: "نريد حلولًا منطقية لأزمة الكهرباء، ألا يكفي التوتر الذي يعيش فيه الطالب قبل الامتحان؟!، لماذا نكون ضحية؟!، أوضاعنا صعبة جدًّا ويجب مراعاتها، هذا إضافة إلى حالة الخوف الشديد التي تنتاب الطالب قبل الامتحانات بمدة".

وتابع قوله: "كل ما أتمناه أن يأتي الامتحان سهلًا، وأن يراعي الظروف الصعبة التي يعيش فيها الطلاب في هذه المدة، وأعلم أن أوائل فلسطين سيكونون من قطاع غزة، إن شاء الله، مع الظروف الصعبة التي نعيش فيها".

مرحلة صعبة

أما الطالب سعيد حسن فهو كذلك يعاني الأمرين بسبب مشكلة انقطاع التيار الكهربائي، ولا يستطيع التأقلم مع الإنارة البديلة "كالليدات" التي تستخدمها معظم العائلات الغزية بدلًا من الكهرباء، وشحنتها لا تكفي سوى ساعات محدودة فقط، فيضطرون إلى شراء بدائل أخرى، ما يزيد من أعبائهم المادية.

وقال حسن لـ"فلسطين": "نحن بمرحلة صعبة جدًّا، صحيح أن أزمة الكهرباء مستمرة منذ 10 أعوام، ولكن لم تكن صعبة كهذه الأيام، إذ لا تأتي سوى ساعتين في اليوم، وهذا ما يزيد من معاناتنا، نشعر بقلق شديد وخوف مما هو قادم، وكل أملنا في الله أن تأتي الامتحانات تراعي الفروق الفردية بين الطلبة".

وأضاف: "الدراسة في شهر رمضان تزيد من معاناتنا كثيرًا، لاسيما في ظل ارتفاع درجات الحرارة، وعدم وجود إنارة في ساعات الليل المتأخرة، لذا نضطر إلى الدراسة طيلة النهار، مع أن الدراسة في الليل أفضل لي من ناحية التركيز، خاصة في ساعات ما بعد الفجر".

وأشار حسن إلى أن أداءه الدراسي ضعف بعد شهر رمضان، خاصة في ظل عدم وجود ساعات كافية للدراسة، لافتًا إلى أنه في ظل الجوع والعطش اللذين يعاني منهما الصائم يصعب التركيز كثيرًا.

قلة التركيز

ولا يختلف حال الطالبة خولة الديب عن حال الجعبري وحسن، فهي كذلك قد قل نشاطها في شهر رمضان الكريم، لاسيما في ظل عدم وجود وقت كافٍ بين صلاتي المغرب والعشاء، وأن الدراسة في ساعات ما قبل المغرب تكون منهكة لها لأنها تستنفد من نشاطها، ما يقلل من تركيزها في المواد التي تدرسها.

وقالت الديب لـ"فلسطين": "المشكلة تتمثل في أن هذه التجربة الأولى لنا لتقديم الامتحانات في شهر رمضان، غير أننا في بعض الأحيان نحتاج إلى نصائح بخصوص الصيام، إضافة إلى مشكلة قلة التركيز التي نعاني منها كثيرًا".

وتابعت قولها: "ليس لدينا وقت كافٍ للدراسة خلال شهر رمضان إذ قلت ساعات الدراسة حتى الثلث، خاصة أنه يصعب علينا الدراسة قبل الإفطار بساعات أو بعد صلاة التراويح".