فلسطين أون لاين

آخرها برنامج التجسس "بيغاسوس"

تقرير التكنولوجيا الإسرائيلية تشارك في منظومة القمع العربية لشعوبها

...
صورة أرشيفية
غزة/ نور الدين صالح:

أصبحت التكنولوجيا الإسرائيلية إحدى الأدوات المساعدة لبعض الحكومات العربية، وبخاصة التي طبَّعت علاقاتها مع دولة الاحتلال، من أجل قمع الشعوب العربية والناشطين والفاعلين في تلك الدول، باستخدام برامج تجسس إسرائيلية.

وأخيراً كشفت تقارير إعلامية عربية أن (إسرائيل) باعت برنامج تجسس لدول عربية منها السعودية والإمارات والمغرب، بهدف التجسس ومراقبة هواتف ناشطين وحقوقيين وصحفيين فاعلين في تلك البلدان.

وذكرت التقارير أن القائمة تضم قرابة 50 ألف رقم هاتف لشخصيات محلّ اهتمام من عملاء لشركة "إن إس أو" الإسرائيلية التي أنتجت برنامج التجسس الذي يحمل اسم "بيغاسوس"، مؤكدةً تعرض ناشطين للاختراق من حكوماتهم العربية.

ويصيب "بيغاسوس" أجهزة أيفون وأندرويد للتمكين من الحصول على رسائل وصور ورسائل بريد إلكترونية، وتسجيل مكالمات، وتشغيل الميكروفونات والكاميرات على نحو غير ملحوظ.

وبفحص عدد من الهواتف التي وردت أرقامها في القائمة والتي أفادت تقارير إعلامية باستهدافها، تبيّن أن "بيغاسوس" اخترق أكثر من نصف هذه الهواتف.

الناشط الإماراتي أحمد الشيبة لم يستبعد خطوة شراء بعض الدول العربية المستبدة برامج تجسس من دولة الاحتلال، قائلاً: "هذه الحكومات مستبدة واتحدت في رؤيتها وبرنامجها مع الكيان المجرم المعروف بانتهاكاته الكبيرة لحقوق الإنسان".

ويضيف الشيبة في اتصال هاتفي مع صحيفة "فلسطين" أن "تحالف بعض الدول العربية مع الاحتلال سيزيد من انتهاكات حقوق الإنسان والتعدي على الحريات وقمع الشعوب".

وعدّ الاختراق الإسرائيلي للأمن العربي "أحد أهداف تطبيع العلاقات بين الطرفين"، مشيراً إلى أن تجسس الحكومات العربية على نشطاء بواسطة برنامج إسرائيلي، يسهل وصول (إسرائيل) للمستهدفين من عمليات التجسس في الدول التي استخدمت التكنولوجيا الإسرائيلية.

وأضاف أن الحكومات العربية "أصبحت مجرد بوابات تسهل للاحتلال اختراق شعوبها، لذلك فالمستفيد الأول هو الكيان الصهيوني"، محذراً من أن التكنولوجيا الإسرائيلية تشكل لاعباً رئيساً في منظومة القمع العربية، على مدار السنوات الماضية، وحدتها تزداد يومًا بعد يوم.

ونبه إلى أن الحكومات العربية تدفع لدولة الاحتلال أموالاً طائلة من أجل الحصول على برامج التجسس، وفي النهاية تكون المعلومات بين يدي سلطات الاحتلال التي تسعى لتقوية حكومات مستبدة، في حين أنها المستفيد الأول بطريقة مباشرة وغير مباشرة.

وبيّن أن الحكومات العربية تعتقد حصولها من هذا الإجراء على الحماية والقوة من الاحتلال أمام شعبها، مشدداً على أن "دولة الاحتلال الإسرائيلي تحمل المشروع الصهيو أمريكي في المنطقة، الذي سينهار يوما ما، وتنهار خلفه الدول المطبعة".

إلى ذلك يفسر خبير البرمجة وتكنولوجيا المعلومات هيثم شمالي، عمليات التجسس بأن وسيلة الاتصال بين الأفراد في السابق هي المكالمات الصوتية عبر الشبكات الخلوية، التي تتدخل فيها أجهزة المخابرات العالمية بالعمل على كسر شفرات هذه الشبكات لتحقيق التجسس.

أما اليوم، والكلام لشمالي، فقد شهدت السنوات الماضية تطوراً فيما تسمى مكالمات الداتا، وانتشرت برامج التواصل الاجتماعي، وتعددت بشكل كبير جدا، الأمر الذي جعل شركات التجسس تنفذ اختراقات عبر برامج التجسس، ومنها البرنامج الإسرائيلي الأخير.

ومن الناحية الفنية أوضح شمالي أن أجهزة المخابرات أو التجسس أقوى بشكل كبير جداً من أي مجموعة أو مؤسسة تعمل على تطوير برنامج معين، "وهذا يعطي القدرة على الاختراق على الرغم من جميع الاحتياطات، علاوة على تبعية كثير من هذه البرامج لأجهزة ولجهات أمنية معينة".

وفي سياق ذي صلة أعلنت شركة "مايكروسوفت" ومجموعة "سيتزن لاب" (CITIZEN LAB) لحقوق التكنولوجيا في وقت سابق أن مجموعة إسرائيلية باعت أداة لاختراق "مايكروسوفت ويندوز".

وذكر تقريران من "سيتزن لاب" و"مايكروسوفت" أن جهة بيع وسيلة التسلل تُدعى "كانديرو"، وصَمّمت وباعت البرنامج الذي في وسعه التسلل واختراق نظام "ويندوز".

وتشير المعلومات إلى أن "الأداة استُغلت ضد مستخدمين من عدة دول، بينها الأراضي الفلسطينية وإيران ولبنان واليمن وإسبانيا وبريطانيا".