تسببت المتغيرات المناخية التي صاحبت أشهر الشتاء في انخفاض إنتاج قطاع غزة من محصول العنب بشقيه "البذري" و"اللا بذري" لهذا الموسم، وهو ما تسبب في ارتفاع الأسعار بالسوق المحلي، على حين أفادت وزارة الزراعة أنها ستفتح المجال لإدخال العنب من الضفة عقب انتهاء تسويق مزارعي غزة إنتاجهم، تلبية لاحتياج المستهلكين وحفاظاً على توازن الأسعار.
وقال المزارع أبو وائل جحا: "إن إنتاج العنب الموسم الحالي ضعيف مقارنة بإنتاج العام المنصرم بسبب تقلبات الطقس، والرياح الشديدة التي تسببت في إسقاط البراعم عن أمهاتها".
وأوضح أبو جحا لصحيفة "فلسطين" أن الدونم الواحد المزروع بالعنب يطرح محصولاً في الوقت الطبيعي مقداره طن ونصف، مستدركًا: "لكن الموسم الحالي قد يطرح نصف الكمية، على أحسن تقدير".
ويزرع أبو جحا (150) دونماً زراعيّاً، في محررة طيبة (نتساريم سابقاً)، وتراوح تكلفة إنتاج الدونم (600-1000) شيقل.
وحث وزارة الزراعة على الإبقاء على سياستها، وهي وقف إدخال منتجات العنب من الأسواق الخارجية إلى حين انتهاء مزارعي العنب بغزة من تسويق منتجاتهم محليّاً.
من جانبه يواجه المزارع رامي الوحيدي المشكلة ذاتها التي يواجهها المزارعون في محصول العنب هذا الموسم، وأضاف إلى ذلك أن محصول العنب من المحاصيل التي تحتاج إلى عناية شديدة، ومتابعة، خشية إصابته بالأمراض التي تؤدي إلى تلف المحصول، ومن أشد الأمراض البياض الدقيقي، والبياض الزغبي، وذبابة الفاكهة.
وذكر الوحيدي لصحيفة "فلسطين" أن كيلوجرام العنب يباع في السوق المحلي في الوقت الحالي بـ(5-6) شواقل.
وأضاف: "إن قطاع غزة يشهد توسعاً في زارعة العنب على مدار السنوات الخمسة الأخيرة، لعدة أسباب، أهمها توافر البيئة الزراعية المناسبة لإنجاحه، وأن العنب من المحاصيل المحببة للمستهلك الغزي، فضلاً عن محدودية حاجته إلى المياه مقارنة بمحاصيل أخرى".
ونبه الوحيدي إلى توسع قطاع غزة في زراعة العنب باستخدام المعرشات الحديدية، عوضاً عن الزراعة التقليدية (الأرضية)، مشيراً إلى أن التوسع الجديد مكلف، لكن نتائجه أفضل، وأنه بحاجة إلى دعم من وزارة الزراعة واهتمام المستثمرين.
وشرحت وزارة الزراعة في قطاع غزة كيف تؤثر تقلبات الطقس في محدودية النمو في العنب، وقال مدير مديرية زراعة خان يونس م. حسام أبو سعدة: "إن ارتفاع درجة الحرارة غير المتوقع في أشهر ديسمبر ويناير وفبراير الماضية أعاق تكون البراعم، فنمت براعم خضرية دون أن تحمل أزهاراً، وهو ما تسبب في تقلص الإنتاج ليصل إلى نصف إنتاج الوضع الطبيعي".
وبين أبو سعدة لصحيفة "فلسطين" أن إنتاج غزة هذا الموسم من العنب البذري (3400) طن، وهو أقل من إنتاج الوضع الطبيعي بمعدل النصف، كذلك الحال مع عنب الصنف اللا بذري، إذ سجل إنتاجه (643) طنّاً، وهو دون نصف المعدل الطبيعي أيضاً.
وأشار إلى أن مساحة الأرض المزروعة بالعنب البذري نحو (5) آلاف دونم، وتتركز في منطقة الشيخ عجلين، وخان يونس، وله عدة أصناف، أشهرها عنب الشيخ عجلين، وعنب الدابوقي، وعنب الحلواني، ويبدأ طرحه في السوق في شهري يوليو وأغسطس.
أما مساحة الأرض المزروعة بالعنب اللا بذري -حسب إفادة أبو سعدة- فهي محدودة جدّاً (550 دونماً) تتركز في جنوبي وشمالي القطاع، ويبدأ طرح إنتاجه في السوق من نهاية إبريل حتى نهاية يونيو، ومن أصنافه: عنب الجيميل، وعنب 125.
وفي سياق ذي صلة نبه أبو سعدة إلى أن معظم أصناف الفواكه: المزروعة في داخل قطاع غزة أو المناطق المحيطة إنتاجها هذا الموسم محدود، للأسباب ذاتها التي خفّضت إنتاج محصول العنب.