غير معقول؟! أنا لا أصدق ما ينسب إلى جبريل الرجوب أمين سر حركة فتح، من أنه قال خلال مقابلة مع القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي: "إن حائط البراق لليهود في حين إن المسجد الأقصى للفلسطينيين".؟! الكلام خطير ويعبر (إن صح) عن حالة يأس عند حركة فتح وأمين سرها. البراق تاريخيا هو للمسلمين، لذا يسمونه حائط البراق، بينما يسميه اليهود حائط المبكى.
إن تاريخ النضال الفلسطيني يقوم على التمسك بالأقصى والتمسك بحائط البراق ميراثا خالصا للمسلمين، وإن (إسرائيل) تفرض سياسة الأمر الواقع بقوة الاحتلال ليس إلا. إن سياسة الأمر الواقع لا تغير من حقائق التاريخ شيئا، فدولة (إسرائيل) تحتل فلسطين كاملة، واحتلالها لا يغير الحقائق بأن القدس محتلة وأن الأقصى محتل، وأن حائط البراق محتل.
إن جبريل الرجوب أمين سر حركة فتح هو الأول الذي يقترح تقسيم الأماكن المقدسة بحيث يكون حائط البراق للإسرائيليين والمسجد الأقصى للفلسطينيين".( إن صح ما هو منسوب إليه).
إن حالة الضعف الذاتي، وحالة الإحباط من الوضع العربي لا تبرران هذه التنازلات، وإن من يتنازل الآن عن حائط البراق ربما يتنازل غدا عن تقسيم المسجد الأقصى .
إن البيئة العامة التي تعيشها القضية الفلسطينية تحتاج إلى الصبر وعدم تقديم تنازلات مجانية، فهذا لن يرضي الاحتلال، ولن يقدم شيئا في ملف المفاوضات الذي وصل إلى طريق مسدود. إننا في حاجة إلى التمسك بحقوقنا، ولا نسمح بمثل هذه التصريحات الخطيرة التي تدمر تاريخ النضال الفلسطيني.
إن نقدنا لتصريح الرجوب ( إن صح) لن يغير الواقع الآن، لأن تغير الواقع يحتاج إلى أمة عربية قادرة على تحمل عبء المسجد الأقصى، و الأمة العربية والإسلامية الآن مريضة وتنقصها العافية، وتغرق في ملف الإرهاب وإيران . إن القدس تبقى مقياس درجة العافية عند الأمة العربية والإسلامية، وجل المؤشرات تشير إلى نقص شديد في العافية، وهذا هو ما يجعل ( إسرائيل) تتمادى في غيها وصلفها. إن غياب العافية عن الأمة العربية والإسلامية لن يكون غيابا مؤبدا، بل هو غياب مؤقت والأمل في وجه الله أن تعود للأمة عافيتها، وأن تعود للقدس حريتها.