أقامت غزة شعائر عيد الأضحى المبارك، ولكن مظاهر البهجة والزينة اختفت أو كادت أن تختفي من غزة، بسبب وضع الحصار المشدد على السكان. عيد الأضحى هذا العام جاء عقب معركة قاسية مع الاحتلال طلبا للحرية ودفاعا عن القدس والأقصى. انتهت المعركة بوقف إطلاق النار ولكن العدو ما زال يقاتل غزة وسكانها بالحصار المشدد! أي إن المعركة مستمرة!
من ينتفعون من المنحة القطرية من الطبقات المستورة لم يتلقوا إعانتهم الضئيلة لأن العدو لم يسمح للمنحة القطرية بالدخول لغزة قبل العيد! البيوت المستورة أقامت شعائر العيد في مستواه الشرعي، ولكن لم تدخل البهجة بيوتهم! هذا الوضع الصعب لا تقبله فصائل المقاومة، ولن تسكت عنه، وقادة الرأي في دولة الاحتلال يعلمون ذلك، لذا تجدهم يتحدثون عن احتمالية عالية للعودة للقتال في وقت قريب!
غزة حرة ولا تأكل بثدييها، هذا ما يجب على العدو وغيره أن يفهموه جيدًا، وقد عاشت غزة الحصار المر لسنوات طويلة، ولم تقبل به، ولن تقبل به الآن، وهي ستدافع عن حقها في الإعمار، وحقها في حياة كريمة، وإذا واصل العدو حصاره المشدد فإن الاستقرار سيكون بعيدًا، لذا يجدر بدول المنطقة ودول العالم التدخل لرفع الحصار وإدخال مواد الإعمار، والمنحة القطرية.
العدو المحتل لا يقدم لغزة منحة أو هبة، فهو ملزم بحكم القانون الدولي أن يفتح المعابر وأن يسمح للسكان بالإعمار حتى مع وجود المقاومة. المقاومة شيء وحق السكان ومن هدمت بيوتهم شيء آخر. المقاومة شيء وحق الفقير من المنحة القطرية شيء آخر!
العدو يقوم بعقوبات جماعية ضد مجتمع غزة، وهذه العقوبات جريمة ضد الإنسانية، وعلى المجتمع الدولي إرغام دولة الاحتلال على فك العلاقة بين ملفات المقاومة، وملفات غزة وسكانها. وفك العلاقة هذه هي الطريق الوحيد لاستمرار الاستقرار وتأجيل العودة السريعة للقتال؟!
وما يجدر بالمجتمع الدولي معرفته أن أضرار الحصار لا تقف عند المهدمة بيوتهم، أو عند الطبقات الفقيرة التي تتلقى المساعدة القطرية، بل الأضرار ضربت كل فئات المجتمع وشراحه، ولم تستثنِ تاجرًا ولا عاملًا، ولا صاحب مصنع أو صاحب مصلحة، كل بيوت غزة عانت وتعاني، ومجتمع بهذا الشكل لن يقف متفرجا على مأساته التي صنعها له الاحتلال، لذا هو يبحث دوما عن الحل، حتى ولو كان بالعودة للقتال.