فلسطين أون لاين

​الأب يعاني من إعاقة دائمة

عائلة وفراش نوم ومطبخ.. في غرفةٍ واحدة!

...
غزة - أدهم الشريف

بمجرد اقتراب موعد الإفطار، تبدأ نسرين الشرافي، بوضع أي شيء يحول دون اقتراب صغارها من موقدٍ لإعداد الطعام، وضعته في غرفة تعيش فيها وزوجها باسل (31 عامًا)، وأبناءهما الأربعة.

قبل 7 سنوات مضت من عمرهما، ارتبط باسل ونسرين، وعاشا معًا في غرفة داخل شقة والده الكائنة في حي النصر، شمالي مدينة غزة.

كانا يحلمان ببيت صغير يقضيان فيه أجمل أيام عمرهما، لكن عدم مقدرة زوجها على العمل بسبب إعاقة دائمة يعاني منها، جعلهما حبيسيْ غرفة واحدة.

"حين كان عمري 13 عامًا، أجريت عملية، وبسبب خطأ طبي أصبت بشلل نصفي"، قال باسل لـ"فلسطين".

لاحقًا، بدأ باسل مرحلة علاج امتدت سنوات أجرى خلاها عدة عمليات جراحية حتى أصبح يسير على قدميه لكن بإعاقة دائمة.

ويبدو الشاب آسفًا على حاله، فلا مصدر دخل يوفر لأسرته قوت يومها، فيما لا يقدر هو على العمل بسبب إعاقته؛ حتى أنه لا يستطيع تلبية حاجيات أبنائه الصغار في غالب الأحيان.

وتكاد غرفتهم لا تتسع لشيء، لولا أن نسرين أحسنت ترتيبها رغم ما تحتويه من حاجيات قد تكفي شقة صغيرة اختصرها الزوجان في غرفة واحدة.

فبداخلها، وضعت فراش أسرتها على الأرض، ومقابله خزانة ضخمة بداخلها ما يرتديه أفرادها من ملبس، وإلى جوارها ركنت الغسالة، وثلاجة أعاب الصدأ واجهتها البيضاء، وبجوارها ذلك الموقد الصغير المثير للقلق، فيما تملأ أحبال الغسيل جدران الغرفة وتزينها بألوان الملابس المختلفة.

وقالت: عندما أبدأ إعداد ما تيسر من طعام أمنع أبنائي بأي طريقة من الاقتراب، فحادثة الحرق التي تعرضت لها مريم من الموقد في الغرفة، جعلني أكون حذرة جدًا.

وكان الموقد تسبب بحرق 26 بالمئة من جسد مريم (4 أعوام)، حين كان عمرها لا يتجاوز عامين.

أما طفلها يزن (4 أعوام)، فهو يعاني من ضمور في جسده، ولا يستطيع الحركة إلا باستخدام جهاز "ووكر" يسير بواسطته.

وتقول الزوجة: أعاني من عدة أمراض، وأهمها الغضروف، ولا أستطيع شراء الدواء لأننا لا نملك ثمنه.

معاناة هذه الأسرة مع الفقر، ليست هي وحدها، ففي غزة الآلاف مثلها لأسباب متعددة، فيما يبقى على الجهات الرسمية والخيرية الوقوف عند مسؤوليتها في مساعدة هذه الأسر، التي لا يجد بعضها قوت يومه.