فلسطين أون لاين

قبيل عيد الأضحى

يعقوب أبو عصب والمسجد الأقصى.. إبعاد يشعل "لهيب شوقه"

...
غزة- هدى الدلو:

كلما مد حبل الوصال مع "عشيقه" المسجد الأقصى، حاول الاحتلال الإسرائيلي عبثًا بطرق شتى قطعه عليه، بالتفريق بينهما بالاعتقال والأسر أو قرارات الإبعاد المتتالية، فلا يكون منه إلا الصعود على جبل المكبر أو الزيتون ليروي عطشه إليه، ويقف على قمته ويرمق القبة الذهبية بعينيه الزرقاوين.

المقدسي يعقوب أبو عصب (49 عامًا) من حي الصوانة شرقي مدينة القدس، لا يبعد بيته عن باب الأسباط أحد أبواب الأقصى سوى كيلومتر واحد، وهو ما يخفف وجعه من قرارات الإبعاد التي يفرضها عليها الاحتلال، فبقربه من الأقصى يتنسم من هوائه، ويستمع لصدى صوت مكبراته.

يقول لصحيفة "فلسطين": "قرارات الاحتلال ضدنا المقدسيين والأسرى المحررين مستمرة، لم تتوقف لحظة في سبيل التنكيل بنا والانتقام، والاستفراد بالمسجد الأقصى والبلدة القديمة، ولكن الجديد بقرار الإبعاد الذي تسلمته أخيرًا أنه ليس فقط عن الأقصى، بل عن كل الأحياء الواقعة في شرقي القدس، وهذا يعني الإقامة الجبرية".

وما سبب لـ"أبو عصب" غصة في قلبه هو أنه ما إن انتهى قرار إبعاده الخميس الماضي، حتى سلم له الاحتلال آخر.

يقول: "لم أنته من القرار السابق لأتسلم آخر، وقد علمت به من اتصال من محام أبلغني ما أبلغته به شرطة الاحتلال في المسكوبية بضرورة الوجود لتسلم قرار يتعلق بالإبعاد، ومنع التواصل مع قائمة من الأشخاص".

على مدار سنوات طويلة تسلم قرارات إبعاد كثيرة ومتتالية، آخرها مدته ستة أشهر ومُدد شهرًا آخر، ليقطع الاحتلال الطريق عليه بأن تطأ قدماه المسجد الأقصى، أو يكحل ناظريه بجمال طلته.

ويشير أبو عصب إلى أن الأيام التي تمكن فيها من دخول الأقصى منذ عام ٢٠٠٢ تعد على الأصابع، بسبب قرارات الإبعاد والاعتقال.

ويتابع: "الإبعاد عن الأقصى مؤلم لا يمكن تجاوزه بسهولة، وذلك لشدة تعلقي به، وهو لا يمكن وصفه بكلمات، فأنا أتنفس بقربي منه ووجودي فيه".

ويكمل أبو عصب متأسفًا: "المأساة أننا نعيش تحت احتلال يتفنن في جرائمه بحق المقدسيين والمحررين، واستشعاري المسئولية التي تقع علينا هو ما يخفف ألم الشوق".

هذه الإجراءات لم تنقص من حبه للأقصى وانغراسه في أرضه، وبعده عن الأقصى يشعل لهيب الشوق بداخله، فإذا لم يستطع الوصول إليه يذهب إلى جبل الزيتون أو المكبر ليراه من هناك.

يتحدث أبو عصب عن حجم الألم مع قدوم عيد الأضحى وهو بعيد عن الأقصى، ليفتقد صلاة العيد، والتهاني والتزاور بين المقدسيين، ولكن ما يخفف عنه الوجع أنه مرابط مقدسي تقع عليه مسئولية عظيمة في الدفاع عن القدس، "وكل ثمن يدفعه في سبيل ذلك يقابله بالحمد".

ويختم حديثه: "اجعل الأقصى مسئوليتك مسلمًا، وقضيتك وجزءًا من اهتماماتك اليومية، لحمايته والحفاظ عليه من الاعتداءات المستمرة".