لا شك أن كُثُرا من المراقبين عن كثب باتوا يشهدون هذا السباق الماراثوني بين سلطة مقاطعة رام الله المحتلة من جهة وفصائل المقاومة المُمثلة برأس حربتها حركة المقاومة الإسلامية " حماس " من جهة أخرى.
المتخابرون مع العدو يزداد نشاطهم الاستخباري المحموم بعد أن أفلس مشروعهم السياسي التفريطي " المدعو باتفاق أوسلو " واصطدم بجداره النهائي، حتى بِتنا نُمسي كل يوم وقد اعتقل العدو ما بين 15 إلى 20 من النشطاء, حيث يَستمر في سياسته البائسة واليائسة عبر قوائم يزودها به الطابور الخامس داخل قلعتنا الفلسطينية ممثلاً بضباط أجهزة الأمن الذين أضحت جيوبهم أوطاناً يدافعون عنها باعتقال الأعز من أبناء شعبنا الأحياء أو تسليمهم للمُحتل النازي دون خجل أو وجل!
يكتب يوني بن مناحيم على موقع " واللا " العبري أن التعاون الأمني مع أجهزة وسلطة " حركة فتح " يشهد تسارُعاً غير مسبوق للتبادل والتقاسم الوظيفي خشية تصاعُد وتيرة الانتفاضة التي تشهد تطوراً ملحوظاً تعبر عنه وحدة الأسرى الذين انتصروا على سلطة " مصلحة السجون " في كل من تل أبيب ورام الله، في الوقت الذي تحركت فيه جماهير الشعب الفلسطيني دعماً لهم وعلى قلب رجل واحد في القدس والضفة وقطاع غزة وداخل فلسطين المحتلة وخارجها.
واليوم يمكن تسجيل تواصل جرائم سلطة عباس في اختطاف واعتقال العشرات من الأسرى المحررين وطلبة الجامعات والصحفيين ونُشطاء انتفاضة القدس المجيدة.
وعلى المقلب الآخر، تستمر المقاومة في دعم ترسانتها من الأسلحة الفردية والمتوسطة والصاروخية وبطرق ابداعية رغم الحصار الخانق الذي يتجاوز العقد من الزمان، وبإجراءات " غير مسبوقة " على حد قول محمود عباس الذي يتابع قطع أرزاق الأسرى وعائلات الشهداء والجرحى والموظفين، إلى جانب الكهرباء والدواء؟!
وفي ذلك تقول كتائب القسام إن أجهزتها العسكرية ليست طارئة أو محكومة بزمن بعينه، ولكنه عمل مستمر ودائم ما بقي الاحتلال لمواجهة أي تصعيد صهيوني. ويقول الناطق الرسمي باسم كتائب القسام المجاهد أبو عبيدة: " إننا مستعدون في كل وقت، ونُعد أنفسنا بكل ما استطعنا في كل مرحلة لتكبيد العدو خسائر لا طاقة له بها وافشال إنجاز أي من أهدافه السياسية، فنحن نستعد له على مدار الأيام والشهور والأعوام، فهذا واجب ديني ووطني وأخلاقي ".
ولا تُخفي المقاومة أنها تقوم بتهريب السلاح من كل اتجاه وبتصنيعه محلياً ومن كل الصنوف وأنها نجحت في استجلاب صواريخ متطورة وحصولها على أسلحة جديدة كالتاندوم وبي 29 المُضاد للدروع وأن المجال متروك لميدان القتال الذي سيفصِحُ بجلاء عن قدرات المقاومة التي ستفاجئ العدو دوماً!
كما تُشكِّلُ الأنفاق خطراً إستراتيجياً عَبّر عنه تقرير مراقب دولة العدو موجهاً رسائل تحذير شديدة اللهجة فَصّل فيها الإخفاقات الكارثية التي وقعت فيها القيادات العسكرية والأمنية والسياسية خلال معارك عدوان تموز عام 2014 ميلادية وما يمكن أن تُحْدِثَهُ هذه الأنفاق في أي تصعيد قادم خاصة وأنها بالمئات وسرّية وأضحت أكثر عُمقاً وتقاوم القنابل الثقيلة والارتجاجية وقادرة على إطلاق الصواريخ وقنابل المورتر والتّخَفّي والتمويه السريع.
لقد نجحت المقاومة وفي عديد المواجهات في معارك عالم السايبر وحروب الأدمغة، في الوقت الذي يتوقع فيه العدو خطراً جدياً ومحدقاً يتهدد جُلّ المواقع الحيوية والإستراتيجية في دولة المستوطنين في فلسطين المحتلة بدءاً بمصافي النفط والمصانع الكيميائية لخليج حيفا مروراً بمطار اللد والمواقع والمطارات العسكرية وليس انتهاءً بمفاعل ديمونة في النقب المحتل.
ونَشَر في هذا السياق " غدعون ليفي " مقالاً على موقع صحيفة " هآرتس " جاء فيه أنه في عام 2001 ميلادية تم إطلاق 4 صواريخ بدائية الصُنع، وهكذا ارتفعت وتيرة الإطلاق بمرور الأعوام حتى وصلت إبان عدوان عام 2014 إلى نحو 8 آلاف صاروخ وقذيفة!!
ولم تزل المقاومة تُراكم قدراتها وترفع وتضاعف مخزونها وتُطوّر تصنيعها للسلاح ولتكتيكاتها النوعية وتزيد من استعدادها العسكري وجاهزيتها القتالية وتُغَيِّرُ معادلة الصراع وتُضيف إلى سِجِلّها الحافل بالإنجازات نقاطاً جديدة وثِقَة والتفافاً شعبياً أكبر، في الوقت الذي تتسارع فيه عُزلة المتعاونين مع الاحتلال وافتضاح دورهم الوظيفي خدمة للعدو وتفريطاً بالحقوق والثوابت الوطنية.