المعركة التي حاول الاحتلال الانتصار فيها دومًا هي تغيير الوعي الفلسطيني والعربي والدولي، بأن كيان الاحتلال يمثل جسمًا طبيعيًّا في المنطقة ويمكن التعايش معه.
وساعدهم في ذلك الأنظمة العربية ومنظمة التحرير، بل تعاونت معه في ذلك تحت عناوين عدة، إضافة إلى صناعة وعي في أذهان الشعوب والأجيال العربية بأن جيش الاحتلال لا يقهر.
سيف القدس قلبت الموازين وأحدثت الصدمة المطلوبة، والتحول الفعلي نحو إعادة إحياء الروح الوطنية لدى تلك الأجيال التي نشأت في ظل المفاهيم الخاطئة، بل إن هذه الأجيال قادت هذا التحول، وأرسلت قواعد جديدة، بأن هذا الجيل قادر على صناعة النصر، بل التجهيز والإعداد له.
الجيل الحالي هو من خطط الهجمات على مدن الاحتلال وجهزها ونفذها، وأدخله في حالة غير مسبوقة من الخوف والقلق، بل السؤال المرعب لهم، هو سؤال أين الأمان؟ وشعورهم بالقلق على المستقبل.
الجيل الذي أراد البعض أن يحاصره وتغييبه، قاد هذا التحول الذي عبرت عنه أم إياد زوجة منتصر شلبي، منفذ عملية زعترة البطولية، بدعمها للمقاومة، على الرغم من هدم منزلها واعتقال زوجها، وهو الدافع ذاته الذي خرج من أجله طلاب جامعة بير زيت لنصرة عائلة شلبي، وقد اعتقلهم الاحتلال.
هذا الجيل هو من قاد التصدي للاحتلال في الشيخ جراح، وجيل منى الكرد الذي أحدث التحول في دعم القضية الفلسطينية وفضح ممارسات الاحتلال.
صناعة الوعي الذي تقوده الأجيال يشمل أكبر خطر على الاحتلال، وفشل مشاريع الاندماج في المنطقة، وأن المطبعين والمهرولين للاحتلال لم ينالوا خيرًا من ذلك، بل هم فئة منبوذة مكروهة في مجتمعاتها، وهو ما شاهده الجيل في ارتماء نظام الإمارات في حضن الاحتلال.
صناعة الوعي تكتمل بوعي الأجيال ومحو ما علق بها من مفاهيم خاطئة، ونجاحنا في صناعة الوعي بالقضايا الوطنية والدفاع عنها، هو أخطر ما يواجه كيان الاحتلال، بل يهدد وجوده، ويدرك الاحتلال خطر ذلك.