فلسطين أون لاين

للعام الثاني.. كورونا يبدد آمال غزيين بأداء فريضة الحج

...
غزة- هدى الدلو:

مع حلول العشر الأُول من ذي الحجة، تقلبت "المواجع" على الغزي رامي مطر وزوجته، اللذين لن يتمكنا هذا العام أيضًا من تحقيق حلمهما في أداء فريضة الحج.

هذا هو العام الثاني تواليا الذي يحل فيه موسم الحج دون أن تطأ أقدامهما الأراضي الحجازية، بعد أن كان من المقرر أن يؤدياها العام الماضي، ولكن جائحة كورونا قطعت عليهم الطريق، لتُثار مشاعرهما أمام شاشة التلفاز بعد أن ضغطت يده على ريموت التحكم على محطة تبث مشاهد من مكة المكرمة.

مطر (44 عامًا) تعمد التسجيل مبكرًا لدى شركات الحج والعمرة لأداء فريضة الحج، وعن ذلك يقول لصحيفة "فلسطين": "بمجرد أن توفر المال بين يدي، لم أفكر بأي شيء دنيوي، وسجلت وزوجتي لأداء هذه الفريضة، ولكن أحلامي تحطمت على عتبة جائحة كورونا".

ويشير إلى أن كل مسلم يتمنى أن يؤدي فريضة الحج التي كتبها الله على من استطاع إليه سبيلا، ولكن انتشار فيروس كورونا وما تسبب به من وضع صحي، فرض إغلاقًا على مختلف دول العالم.

وتقدم مطر للتسجيل في الحج عام 2011، ومنذ ذلك اليوم وهو ينتظر أن يأتي دوره ويصبح اسمه في قوائم الحجاج، لافتًا إلى أنه بعد عشرة أعوام من الانتظار لا يزال الشوق لأداء مناسك الحج بكل تفاصيلها، "وهو شوق كل مسلم في الذهاب لبيت الله، وتأدية ركن من أركان الإسلام".

أما زوجته هناء التي لا تتمالك دموعها بمجرد سماعها صوت التكبيرات، عند مشاهدتها على التلفاز مكة والطوافين حولها، تقول: "لا تنطفئ مشاعر الشوق لزيارة بيت الله، وأنتظر بفارغ الصبر اليوم الذي أؤدي فيه مناسكه، وأزور قبر الرسول عليه الصلاة والسلام".

هناء أقدمت على هذه الخطوة بعد أن هيأت كل الظروف حولها، ولكن أزمة كورونا كانت لهما بالمرصاد، وتأمل أن يرفع الله الوباء عن الناس، ويفتح موسم الحج العام القادم وتتمكن من تأديته وزوجها وهما بشبابهما، لما يحتاجه من همة وصحة ونشاط.

كذلك رائدة مرتجى (59 عامًا) بدأت حديثها بتنهيدة طويلة: "المفروض في هذه الأيام نكون في مكة، نعمل عمرة، ونتجول في المدينة ونجلس في الحرم المكي، لكننا الآن في بيوتنا محرومين أداء فريضة الحج، فالحزن يحتل قلبي".

وكان من المفترض أن تذهب العام الماضي للديار الحجازية وأزمة كورونا حرمتها السفر، ووضعت آمالها العام الحالي ولكن باءت بالفشل، متمنية العام القادم أن تكون في مثل هذه الأيام في مكة المكرمة.

ما يخفف وجع مرتجى أن الأمر لا يقتصر على حجاج غزة فقط، بل على كل حجاج العالم.

من جانبه يقول المدير العام للحج في وزارة الأوقاف والشؤون الدينية عادل الصوالحة إنه في الوقت الذي لا يزال فيه الوباء منتشرًا، ومع حلول موسم الحج الكريم الذي تهفو إليه قلوب وأفئدة المسلمين، ما زالت الظروف للعام الثاني على التوالي تحول دون تأدية مناسك الحج بسبب جائحة كورونا .

ويوضح الصوالحة لصحيفة فلسطين، أن الأعداد المجدولة والمتبقية التي كان من المفترض الانتهاء منها العام الماضي 2020، لم تنته حتى اللحظة بسبب الجائحة، فقد كان المفترض أن يفتح باب التسجيل في هذا العام لحجاج جدد مع رغبة الكثير من أبناء محافظات قطاع غزة لتأدية فريضة الحج، وفي ظل الأعداد المحدودة الممنوحة لأهل قطاع غزة.

ويذكر الصوالحة إلى أن الباقي من الأعداد المجدولة 1300 حاج وحاجة، حيث إن نصيب محافظات غزة من أعداد الحجاج الممنوحة من السعودية 2508 حاج وحاجة سنويًا.