لا تغيير في سياسات حماس العربية والإقليمية بعد انتخابات حماس الأخيرة. حماس قررت سياسة ثابتة في تعاملاتها العربية والإقليمية، ومن أهم ما قررته أنها تعمل في المساحات المشتركة المتاحة مع جميع الدول العربية والإقليمية، وتشجع كل من يدعم القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني، وتعدّ قضية فلسطين قضية عربية إسلامية، وأن على العرب والمسلمين العمل من أجل تحرير فلسطين، ودعم إقامة الدولة الفلسطينية.
حماس لا تؤمن بالمحاور، ولا يمكن أن تكون جزءًا من محور يعادي محورًا آخر، لذا هي تقبل المساعدات السعودية والخليجية كما تقبل المساعدات الإيرانية وغيرها.
إن إعادة التأكيد على هذه المفاهيم المقررة في وثيقة المبادئ والسياسات مهم الآن في ضوء ما نشرته صحيفة الشرق الأوسط السعودية، حيث ذكرت في خبر لها موافقة الجمهورية الإيرانية استئناف دعمها المالي والعسكري لحركة حماس، بعد انقطاع دام لعدة سنوات. وهو استنتاج من الصحيفة جاء من اتصال لاريجاني بإسماعيل هنية يهنئه بانتخابه رئيسًا لحركة حماس.
البيئة التي جاءت فيها هذه التهنئة بيئة غير مناسبة لصحيفة الشرق الأوسط السعودية، حيث أتت بعد لقاء القمة مع الرئيس ترامب، والذي عدّ دور إيران في المنطقة دورًا معاديًا لدول الخليج، وهو دور مشجع على الإرهاب، وهذه قضايا دول وحماس لا تتدخل في قضايا الدول لأنها متفرغة لقضية فلسطين.
وتعزيزا للموقف المبدئي لحماس وانطلاقا من ثوابت حماس العامة نفى نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، موسى أبو مرزوق، حدوث أي تغيير جديد في علاقات حركته مع إيران. وأكد أن ما يتم تداوله إعلاميا مؤخرا "مختلق" وأنباء لا أساس لها من الصحة. مشددا في الوقت ذاته على أن علاقة حماس مع إيران لم تنقطع وموجودة، مضيفًا: "هذه العلاقة لم يطرأ أصلا عليها أي جديد من حيث الأساس".
وحول الاتصالات التي تلقاها رئيس المكتب السياسي لحركة حماس من اللواء قاسم سليماني رئيس الحرس الثوري الإيراني ومن علي لاريجاني رئيس مجلس الشورى الإيراني، قال أبو مرزوق: إن تلك الاتصالات تأتي في الإطار العام للتهاني التي تلقاها هنية مؤخرا من عدة جهات عربية ودولية. وهكذا تكرر حماس على لسان (أبو مرزوق) تثبيت موقفها من الدول العربية والإقليمية، وهي تتمنى للدول العربية والإسلامية بيئة موضوعية صحية تقوم على التفاهم والتعاون، وتطالب هذه الدول بالاهتمام بالقضية الفلسطينية إلى جانب اهتمامها بقضاياها الداخلية.