فلسطين أون لاين

مصادرة أموال الأسرى والمحررين.. قرصنة إسرائيلية تستنزف عائلاتهم

...
قلقيلية/ مصطفى صبري:

لا يتوقف الاحتلال الإسرائيلي ومخابراته عن ممارسة أعمال القرصنة والسرقة لمنازل الأسرى والمحررين في الضفة الغربية، بعد اقتحامها ليلًا، وتفتيشها وإرهاب عائلاتهم واستجوابهم والتحقيق معهم بشأن الأموال وإجبارهم على تسليمها لهم، بزعم أنها "أموال من مصادر غير قانونية".

الأسير المحرر محمد خضر (49 عامًا) من محافظة قلقيلية، دهمت قوات الاحتلال منزله الساعة الثانية فجرًا في السادس من تموز الحالي، واستجوبت عائلته، قبل أن تصادر مبلغًا يصل إلى 11 ألف شيقل من منزله، من بينه عيديات أطفاله وزوجته وراتبه الشهري.

وقال خضر لصحيفة "فلسطين": "كان تصرف جنود الاحتلال وضابط المخابرات كعصابة اقتحمت المنزل بهدف سرقة المنزل، ومارسوا كل أساليب القمع من حيث الاستجواب وعزل العائلة وتخريب المنزل وتهديد والدتي المسنة المريضة".

وأضاف: "عندما أخبرت ضابط الاحتلال بأنهم يصادرون عيديات أطفالي من الحصالات والمصروف اليومي لم يأبه لكلامي وأصر على إفراغ الحصالات من المال وسرقته بطريقة عنصرية".

وذكر أن هذا المشهد له دلالات، منها أن المحررين يلاحقونَ بعد تحررهم ولا أمان على مقتنياتهم في منازلهم، فمخابرات الاحتلال تريد إيصال رسالة أن من يقاوم الاحتلال سيبقى في دائرة العقاب والانتقام حتى بعد تحرره من الأسر.

وأشار خضر إلى أن "الاحتلال صادر مركبته الخاصة قبل عدة سنوات ليفرج عنها بعد أكثر من عامين، واليوم يأتي ويصادر عيديات أطفالي والمصروف اليومي"، مؤكدًا أن هذا الأمر مخطط له من قبل الاحتلال حتى تبقى عائلات المحررين والأسرى في قلق دائم وترقب.

ولا يختلف الحال بالنسبة لعائلة الأسير د. محمد سامح عفانة الذي اقتحم الاحتلال منزله في مدينة قلقيلية، الثلاثاء الماضي، بحثًا عن أموال.

تقول زوجته "أم الحارث": "على الرغم من اعتقال زوجي فإن الاحتلال اقتحم منزلنا بوحشية وأرعب أطفالي وأشاع جوًّا من الإرهاب وفتشوا المنزل بحثًا عن أموال، وأخبرتهم أنه لا يوجد مال، فتساءلوا عن كيفية معيشتنا، فأخبرتهم أنني أعمل معلمة في وزارة التربية والتعليم".

وأضافت "أم الحارث": "جيش الاحتلال يقتحم المنازل دون أي إنسانية أو اعتبار لأي اتفاقيات دولية، ويمارس وحشيته على أطفال ونساء لا حول لهم ولا قوة، فالشعب رهينة احتلال مجرم، وهذا يتطلب توفير الحماية للعائلات المستهدفة من قبل الاحتلال ومخابراته".

من جانبه، المحرر والكاتب وليد الهودلي يقول لصحيفة "فلسطين": إن "الاحتلال يهدف من هذه القرصنة إلى تجفيف حياة عائلات الأسرى والمحررين وإفقارهم لمنعهم من العيش بكرامة".

وأضاف: إن "الاحتلال يسعى إلى هدم أسر الأسرى والمحررين بعدة وسائل منها إضعافهم والسيطرة على مصادر عيشهم حتى لا يستطيعوا توفير مستلزمات الحياة وحتى يتنكر بقية أبناء الشعب الفلسطيني لكل أشكال النضال"، مؤكدًا أن "وعي الشعب الفلسطيني وقدرته على التحمل والإرادة الصلبة للعائلات أفشلت كل هذه المخططات".

المصدر / فلسطين أون لاين