فلسطين أون لاين

​بمبادرة ذاتية

جدران "المخيم" تحتفل برمضان

...
غزة - عبد الرحمن الطهراوي

ينتاب الشابَّ إبراهيم الزعلان (21 عاما) شعورٌ بالسعادة الغامرة كلما شاهد نتائج عمله المتمثل بطلاء وتزيين الجدران الإسمنتية المحيطة بمنزله في مخيم الشاطئ للاجئين، غربي مدينة غزة، احتفاء بشهر الصيام.

وقبيل حلول رمضان ببضعة أيام بادر الزعلان برفقة أصدقائه مؤمن أبو سلطان وأحمد أبو سلطان إلى إطلاق مبادرة شخصية تهدف إلى إدخال البهجة والسرور على قلوب سكان المخيم وأهل حارة الفنانين الهواة الثلاثة، عبر تلوين الجدران ورسم معالم رمضان الشهيرة.

ويقول الزعلان لـ"فلسطين": "انطلقنا في تطبيق هذه الفكرة خلال الشهر المبارك لكي نمنح الجيران وسكان المنطقة بعض الأمل، فيتغلب الجميع بذلك _ولو جزئيا_ على ويلات الحصار وضيق العيش".

ويضيف: "نسعى أن يحل التفاؤل على أوجه السكان عوضا عن حالة التذمر، وأن تهيمن الألوان الزاهية على جدران المخيم ذات اللون الداكن والمتصدعة بفعل اعتداءات الحرب الأخيرة، قبل نحو عامين".

ويعاني سكان قطاع غزة، الخاضع لحصار إسرائيلي مشدد منذ صيف عام 2007، من تدهور في الظروف المعيشية والاقتصادية خلال الأشهر الأخيرة، تزامنا مع أزمة حادة بالكهرباء وانقطاعها لقرابة الـ 20 ساعة يوميا.

وعن الاستعدادات التي سبقت تنفيذ المبادرة، تحدث مؤمن أبو سلطان: "أردنا إشراك الجميع بهذا العمل الجميل، فطلبنا من فئة الشباب دفع خمسة شواكل لشراء مستلزمات التلوين، ورغم أن المبلغ المجموع لم يكف لسد كافة الاحتياجات إلا أننا نجحنا في النهاية بتحقيق الهدف".

وبين أبو سلطان لصحيفة "فلسطين" أن مهمة إنجاز مضامين المبادرة، التي تنوعت ما بين طلاء الجدران وتزيينها ورسم الفوانيس والنجوم وهلال ومدفع الصيام بجانب لوحات وعبارات ترمز لرمضان، استمرت على مدار ثلاثة أيام متتالية.

ونالت فكرة المبادرة قبولا كبيرا من سكان مخيم الشاطئ، الذين يعانون من ظروف معيشية متردية تمنع جلهم من تزيين منازلهم بالأهلة والفوانيس المضيئة.

ولم يقف أمام الشبان الثلاثة أي عائق باستثناء نقص الدعم المالي وأزمة انقطاع الكهرباء، الأمر الذي اضطرهم للعمل على وسائل الإنارة البديلة وضوء الهواتف النقالة.

ويعاني القطاع من أزمة كهرباء حادة، بعدما دمرت طائرات الاحتلال محطة الكهرباء الوحيدة في غزة، صيف 2006، قبل أن تستهدف مجددا في حرب 2014، وبعد عدة أشهر عادت المحطة للعمل جزئيا وسط أزمات متعددة تؤثر على جدول التوزيع اليومي.