قائمة الموقع

​المؤتمر السابع لحركة فتح.. معطيات ونتائج

2016-11-29T06:52:10+02:00
صورة أرشيفية

ينعقد المؤتمر السابع لحركة "فتح"، اليوم الثلاثاء في مدينة رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة، فيما تقف العديد من الآمال والآلام والمنغصات، والتي تراوحت بين (لم شمل الحركة)، وإقصاء "المتجنحين".

وبين هذا وذلك يقف الاحتلال عائقاً دون وصول عدد محدود من قيادات الحركة من قطاع غزة للمشاركة في المؤتمر المنعقد بالضفة الغربية، ناهيك عن مشاركة الفصائل الفلسطينية للمرة الأولى في جلسة المؤتمر الافتتاحية.

جملة هذه المتغيرات كيف ستؤثر على مؤتمر الحركة؟ وما هي انعكاساتها عليه؟ هل ستنجح فتح في التقدم إلى الأمام وتكشف المتورطين باغتيال الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات؟ أم ستتلقى مزيداً من التقسيمات الحركية داخل التنظيم نفسه؟ وهو ما نحاول أن نناقشه عبر التقرير التالي:

تصفية حسابات

الكاتب والمحلل السياسي عمر عساف، يرى أن مؤتمر حركة "فتح" هو مؤتمر انتخابي بامتياز، وتصفية حسابات شخصية بين رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس والقيادي المفصول من الحركة محمد دحلان وآخرين ممن اعتبرهم عباس قد تمردوا عليه وشكلوا "تجنحاً" داخل الحركة.

وقال عساف لصحيفة "فلسطين": "أخشى من هذا المؤتمر، ليس فقط ألا يقدم شيئاً جديداً، بل أيضاً أن يشكل خطوة إلى الوراء على صعيد حركة فتح وأن ينعكس ذلك على القضية الوطنية الفلسطينية بشكل عام".

وتابع: "وذلك خصوصاً إذا ما سعى عباس إلى عقد جلسة للمجلس الوطني الفلسطيني حتى يفصّل هذه المؤسسة ويحدث تغييرات فيها، وفق تصوره الشخصي بعيداً عن إرادة القوى الوطنية الأخرى أو ضمان أوسع مشاركة في المجلس الوطني".

وعلق على مشاركة فصائل العمل الوطني سيما حركتي حماس والجهاد الإسلامي، بقوله: "هذا نوع من المجاملة والعلاقات العامة أكثر مما هو سياسي، ولن يتخطى المشاركة في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر فقط".

وحذر المحلل السياسي من أن ينعكس هذا التقرير على المؤتمر العام لحركة "فتح" وأن يدخل في إطار تصفية الحسابات بين قيادات الحركة، عازياً منع الاحتلال لبعض قيادات حركة فتح الموجودة في غزة من المشاركة في المؤتمر إلى أن الاحتلال ينوي اضعاف المؤتمر من خلال احداث خلل في بنيته الأساسية.

رغبة وطنية

فيما يرى الكاتب والمحلل السياسي خالد العمايرة، أن مشاركة الفصائل الفلسطينية في مؤتمر حركة فتح هو تعبير عن رغبة الكل الوطني في إنجاح هذا المؤتمر، مؤكداَ أن نجاحه سينعكس على القضية الفلسطينية بطريقة أو بأخرى.

وقال العمايرة لصحيفة "فلسطين": "شعبنا لا يريد وحدة فتحاوية على أمور تتعارض مع القضية الفلسطينية، بل وحدة فتحاوية بعيدة عن الخضوع للاحتلال وإملاءاته"، داعياً إلى عدم المبالغة حول أهمية هذا المؤتمر وانعكاساته على الشأن الوطني العام وإن حصلت.

وتابع أن "التحدي الأساسي الذي يواجهه الفلسطينيون هو الاحتلال، وسواء نجح مؤتمر فتح أو لم ينجح لن تتغير الأمور على أرض الواقع لأن الاحتلال يمسك بكل أطراف الملف الفلسطيني حيث يسيطر على الضفة كاملا".

واستدرك: "حتى وإن نجح المؤتمر لن يتغير واقع الفلسطينيين من الناحية الجوهرية"، معربا عن أمنيته بأن يحقق مؤتمر فتح أهدافه، إلى جانب دعم ومساندة الشعب الفلسطيني كباقي فصائل العمل الوطني.

فرصة ثانية

أما الدكتور أحمد عزم، رئيس برنامج ماجستير الدراسات الدولية في معهد أبو لغد للدراسات الدولية، في جامعة بيرزيت، فيرى أن المؤتمر يشكل فرصة ثانية للحركة، وربما هي فرصة نادرة لن تتكرر كثيرا (بعد المؤتمر السادس).

وقال عزم لصحيفة "فلسطين": "هي فرصة لتجديدٍ ما في البنية القيادية، وإنهاء الجدل حول موضوع دحلان، وإرسال رسالة أنّ هناك تضخيما في الجدل بشأنه" مستدركاً: "لكن الأهم كثيراً، أن يأتي من يقرع الجرس، ويسأل: ما هو برنامج فتح الحقيقي الشعبي لإنهاء الاحتلال؟".

وأضاف:" كذلك فإن السؤال المهم هو ماذا ستفعل فتح على صعيد مأزق المزاوجة بين السلطة ومهمات الحكومة، والمقاومة ومواجهة الاحتلال؟ وكيف يجب أن تطور البنية التنظيمية، وتتأقلم مع حالة العمل العلني، وعصر الشبكات وتكنولوجيا المعلومات، والدبلوماسية الشعبية؟".

مؤتمر الانقسامات

بدوره، رأى الكاتب والمحلل السياسي، شرحبيل الغريب، أن هذا المؤتمر سيدعم صعود أشخاص وقيادات تدعم سياسات وتوجهات رئيس السلطة محمود عباس وهم منتفعون من هذا المؤتمر بالدرجة الأولى.

وعلق في حديثه لصحيفة "فلسطين" على مشاركة الفصائل الفلسطينية في المؤتمر، قائلاً: "هي مشاركة مجاملة شكلية لن تتعدى ذلك، وكذلك مشاركة بعض الوفود العربية"، مشيراً إلى أن بعض الوفود الخارجية حضرت "بتمثيل متدنٍ" لأنها ترفض هذه الخطوة في ظل اصرار عباس على عدم مصالحة دحلان".

وحول توقعاته لما سيتمخض عن مؤتمر حركة فتح، قال:" سيحدث انشقاق كبير في حركة فتح بين تيار رئيس السلطة وتيار محمد دحلان ممثلاً بنواب فتح في غزة، وذلك بعد استبعاد أعداد كبيرة من قيادات ونواب وأبناء فتح، وسيفجر أزمات جديدة سنشهدها في الأيام القادمة في ظل الكشف عن تسريبات وفضائح فساد كان آخرها لعزام الأحمد ومحمد اشتية".

وأكد أن هذا المؤتمر "سيرسخ حالة الانقسام الفلسطيني بين حماس وفتح في ظل وجود فتح بغزة تدعم تيار النائب محمد دحلان وتناهض سياسة عباس، وفتح في الضفة تدعم سياسة رئيس السلطة، وهذا سيؤثر على كل الملفات الفلسطينية الداخلية".

وختم حديثه معرجاً على طرح ملف الراحل عرفات قائلاً:" وحول ملف عرفات إن خرجت قرارات من المؤتمر السابع في هذا الاتجاه ستكون موجهة للنائب محمد دحلان وأشخاص في تياره وهي تأتي استكمالاً لمرحلة كسر العظم وحرق السفن بين التيارين الفتحاويين".

اخبار ذات صلة