قائمة الموقع

ناديا الخطيب "تكسر صمت" ذوي الإعاقة السمعية بنظارة ذكية

2021-07-07T14:09:00+03:00

منذ بداية دراستها الجامعية، عكفت على بلورة فكرة لمشروع التخرج تتناسب مع شغفها بالذكاء الاصطناعي، وتحمل في جعبتها رسالة حب للعالم، وخاصة فئة ذوي الاحتياجات الخاصة، وبحكم تعاملها مع شخص من ذوي الإعاقة السمعية وشعورها بألم العزلة التي يعيشونها قررت ابتكار نظارة ذكية تترجم الكلام المحكي إلى نصوص يقرؤها من يعانون من مشاكل في السمع، وبالتالي تساعدهم في التعامل مع الآخرين.

المهندسة ناديا الخطيب (24 عامًا) خريجة كلية تكنولوجيا المعلومات من الجامعة الإسلامية في غزة، شغفها في مجال الروبوتات والاختراعات والابتكارات دفعها للبحث والتساؤل، حيث تقول: "أحببت التعلم في هذا المجال لعمل الكثير من الأفكار، وأستثمر التكنولوجيا في عمل أشياء عظيمة تساعد الناس بحياتها، خاصة مع التطور التكنولوجي الذي حفز شغفي لعمل اختراع يساعد الناس".

وخلال رحلة البحث والتعلم وحضورها للمحاضرات الجامعية وأخرى، بعض المعلومات التي كانت تستقيها وجهتها للبحث عنها بشكل دقيق وعميق، وفي لحظة شعرت أنها وجدت ضالتها التي أنهكتها بحثًا لعمل اختراع يخدم فئة الصم.

تضيف ناديا لصحيفة "فلسطين": "قررت مسبقًا في داخلي أن يكون مشروع التخرج تحديدًا ليس مجرد مشروع فقط، بل يجب أن يكون ملموسًا وحقيقيًّا، كنت مصرة أن يكون رسالة عظيمة وبذرة لمشروع هدفه كبير ويخدم الكثير من الناس".

عملت في مشروعها على استخدام الذكاء الاصطناعي لتجمع بين شغفها ورسالتها، وبذلك يكون مشروعها انطلاقة لعالم جديد، متابعة: "في المقابل كان عندي رسالة واهتمام أن يكون كل مشروع رسالة حب للعالم ومنهم الناس الجميلة ذوي الاحتياجات الخاصة جميعهم".

وبعد تفكير عميق بتحديد الفئة التي سيقدَّم لهم المشروع ويكون مساعدًا لهم، قررت ناديا أن تكون أول رسالة تقوم بالعمل عليها مقدمة لفئة ذوي الإعاقة السمعية، لافتة إلى أن من أسباب اختيارها تلك الفئة بالذات، معرفتها بشخص يعاني إعاقة سمعية، وشعورها بمدى التعب والألم والعزلة التي يعانيها، وإلى جانب ذلك قلة الاختراعات المقدمة المساعدة لهم.

اتجه تفكيرها نحو عمل نظارات ذكية تكون أداة ووسيلة تساعدهم في مواجهة صعوبات الاتصال والتواصل بفعالية مع من حولهم، وتساعدهم على فهم الآخرين من خلال ترجمة أصوات من يتحدث معهم إلى لغة مكتوبة.

وتوضح ناديا أن "نظارات أذن السلام" (Peace Ear Glasses) نظارة مرفقة بملحق جهاز صغير حجم الجيب، تترجم أصوات الأشخاص وحديثهم من خلال مايك إلى لغة مكتوبة تعرض وتنعكس على عدسات النظارة لتُقرأ وتُفهم.

وصممت النظارة بملحق مناسب كي لا تعيق الرؤية ولا تؤثر على العين، وتكون مناسبة لتسهيل التواصل مع من لا يستطيعون السمع.

وتتابع ناديا: "بسبب ندرة ومحدودية الموارد والقطع والتي كانت عائقًا كبيرًا أُنجز نموذج أولي مجرد نسخة يدوية تحتاج للكثير من التجهيز والتطوير والإضافات المناسبة لتصبح منتجًا نهائيًّا يخدم 466 مليون شخص من ذوي الإعاقة السمعية".

ومن المعيقات التي واجهتها أيضًا عدم توفُّر بعض الأجهزة الرئيسة التي احتاجت إليها في المشروع، وانقطاع التيار الكهربائي المفاجئ والذي كاد أن يؤدي إلى تلف الجهاز الرئيس الخاص بالمشروع أو تلف المشروع نفسه لأنه يقلل عمر الجهاز أو يفقد بيانات المشروع.

وتأمل ناديا أن يصبح مشروعها الذي استغرق إعداده أربعة أشهر منتجًا حقيقيًّا مع الأشخاص ذوي الإعاقة السمعية، قائلة: هذا يتطلب جهة راعية للمشروع بالكامل، بحيث تتمكن من إحداث تطويرات عليه، وإضافة بعض المميزات ليصبح منتجًا حقيقيًّا وملموسًا.

وتطمح أن يكون المشروع بذرة وانطلاقة لكثير من الابتكارات والاختراعات التي تخدم الملايين حول العالم.

اخبار ذات صلة