فلسطين أون لاين

تقرير منذ إعلان "الانتداب البريطاني".. 100 عام من المقاومة "دون كلل"

...
صورة أرشيفية
غزة/ نور الدين صالح:

يواصل الشعب الفلسطيني مقاومته للاحتلال الإسرائيلي على مدار أكثر من مائة عام دون كلل أو ملل، منذ أن أصدرت عصبة الأمم المتحدة مشروع الانتداب البريطاني على فلسطين.

وأعلنت عصبة الأمم مشروع الانتداب البريطاني على فلسطين في 6 يوليو/تموز 1921، وصُدِّق عليه في 24 يوليو/تموز 1922، ووُضع موضع التنفيذ في 29 سبتمبر/أيلول من العام نفسه.

وحرص محررو المشروع على الإشارة إلى أنه جاء بناء على الوعد الذي أطلقه وزير خارجية بريطانيا جيمس بلفور عام 1917 بإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين.

وعلى مدار تلك الحقبة من الزمن، طور الفلسطينيون أدواتهم القتالية وفقاً لكل مرحلة، والتي أخذت أشكالاً متعددة، فمنها المسلح عبر الهبات والثورات والانتفاضات، ومنها السلمي عبر الاحتجاجات وخروج المظاهرات، وأخرى على الصعيد الإعلامي أيضاً.

وكان آخر هذا التطور وليس انتهاءً ما حققته المقاومة الفلسطينية خلال معركة سيف القدس الأخيرة التي انطلقت في العاشر من مايو الماضي، وامتدت لـ11 يوماً، ووصلت صواريخها إلى أقصى شمال فلسطين وجنوبها.

أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر في الجامعة الإسلامية بغزة د. زكريا السنوار، يؤكد أن الشعب الفلسطيني قاوم الاحتلال منذ إعلان وعد بلفور عام 1917، وتعزز ذلك بعد الإعلان عن مشروع الانتداب البريطاني عام 1921.

وأوضح لصحيفة "فلسطين"، أن المقاومة الفلسطينية كانت على مستويات عديدة منها: المسلحة كالهبات والثورات والانتفاضات، والسلمية عبر المظاهرات ورفع مذكرات الاحتجاج والإعلام.

وبيّن السنوار أن المقاومة الفلسطينية كانت طوال هذا القرن وقبله متنوعة وتأخذ أشكالاً متعددة، نتيجة وجود الاحتلال أينما كان وأيا كانت هويته.

وعدّ استمرار المقاومة على مدار الـ 100 عام، دليلا على إيمان الشعب الفلسطيني بعدالة قضيته، وتمسكه بمواصلة المشوار والبقاء على الطريق ذاته.

وأكد السنوار أن المقاومة تسعى في كل مرحلة لتطوير قدراتها بما تسمح به الظروف والإمكانات المتاحة، حيث تعمل على مراكمة قدراتها وإمكاناتها، عاداً ذلك "دليلاً على مدى جديتها في تحقيق هدفها بطرد الاحتلال وكنسه من فلسطين".

وقال: "إذا بقيت المقاومة على هذا المشوار والتطور والعمل، فإن الشعب الفلسطيني سيكون على أبواب تحرير فلسطين قريباً بإذن الله، خاصة إذا تزامن ذلك مع الالتفاف الجماهيري والمساندة من الشعوب العربية على مستوى العالم، لأن قضية فلسطين لكل العالم".

مقاومة ممتدة

وهذا ما ذهب إليه أستاذ التاريخ الفلسطيني د. سامي الأسطل، إذ أكد أن المقاومة الفلسطينية لم تهدأ على مدار الـ 100 عام، حيث بدأت شرارتها في هبة النبي موسى عام 1920، التي خرج خلالها الشعب الفلسطيني في مظاهرات واحتجاجات آنذاك.

وأوضح الأسطل لـ"فلسطين"، أن عصبة الأمم المتحدة أقرت مشروع انتداب بريطانيا على فلسطين استكمالاً لوعد بلفور عام 1917، بالإعلان عن إقامة دولة للاحتلال على أرض فلسطين.

وبيّن أن الشعب الفلسطيني لم يقف مكتوف الأيدي منذ تلك الفترة، وسخّر نفسه للمقاومة برغم شح الإمكانات التي يمتلكها دفاعاً عن أرضه ووطنه، مشيراً إلى أن الهبات الجماهيرية كانت باكورة العمل المقاوم الرافض للاحتلال.

وقال: "ما دام هناك احتلال لن يقف الفلسطينيون مكتوفي الأيدي، علماً أن القرارات الأممية نصت على الدفاع عن النفس من أي احتلال".

وبحسب الأسطل فإن المقاومة الفلسطينية سطّرت كل معاني القوة ومدى التطور خلال معركة "سيف القدس" الأخيرة، إذ ضربت كل الأراضي الفلسطينية المحتلة جنوبا وشمالاً، وتمكنت من إحداث شلل كامل داخل دولة الاحتلال.

وعدّ استمرار المقاومة دليلاً على أن الفلسطيني ما زال موجودا على أرضه يدافع عن حقه ما دام الاحتلال موجودا، "فهذا شعب لا يمكن أن يموت ولا يعرف المستحيل أو التراجع، ويسعى لتحقيق أهدافه بالتحرير".

والانتداب البريطاني على فلسطين، هو كيان جيوسياسي سابق نشأ في منطقتي فلسطين وشرق الأردن عام 1920 واستمر لما يزيد على عقدين ونصف العقد (1920-1948)، وذلك ضمن الحدود التي قررتها بريطانيا وفرنسا بعد سقوط الدولة العثمانية في إثر الحرب العالمية الأولى وبموجب معاهدة سيفر.