فلسطين أون لاين

وربطها بالتكنولوجيا

"تاريخ تك".. مبادرة "جنى" وزميلاتها للتعريف بآثار الضفة

...
غزة- هدى الدلو:

آثار ومواقع في الخليل مدينة العراقة والشموخ، لا تزال أبنيتها القديمة تروي 1000 قصة في جعبتها، فقد نُقِش على حجارتها القديمة تاريخًا يحمل أصالتها.

مجموعة من الفتيات في مقتبل العمر أطلقن مبادرة شبابية للحفاظ على الأماكن الأثرية والتاريخية بنشر قصصها وربطها بالتكنولوجيا تحت مسمى "تاريخ تك".

تشاركت الطالبة جنى طباخي مع مجموعة من زميلات صفها في المبادرة من خلال اقتراح فكرة توظيف وربط التكنولوجيا بالتاريخ عن طريق الباركود، ومن هنا عملن معًا على تطوير الفكرة لتصبح بالشكل الذي عليه الآن.

تقول جنى لصحيفة "فلسطين": "كانت هناك عدة دوافع لإطلاق هذه المبادرة، وهي تسليط الضوء على تاريخ مدينة الخليل العريقة، وتوفير معلومات موثقة لسكان المدينة بطريقة مبتكرة وسهلة الاستخدام، ولذلك كانت تاريخ تك".

في هذه المبادرة سعين عمومًا إلى نشر الفائدة والوعي بالأماكن التاريخية والأثرية لدى جميع الفئات العمرية وباللغتين العربية والإنجليزية، حيث تقول جنى: "جميع المعلومات الموجودة في الباركود مبسطة وسهلة الفهم، ونحرص على تقديم الأفضل لموطننا ومكان عيشنا، ونشر ثقافته، وتعزيز روح التعاون بين أفراد المجتمع، وتقديم معلومات موثقة عن الأماكن الأثرية، وأيضًا تشجيع المواطنين على زيارتها".

‌ومبادرة "تاريخ تك" تسعى للحفاظ "على موروثنا الثقافي والتاريخي والأثري من خلال تشجيع السياحة الداخلية في مدينة الخليل عامة والبلدة القديمة خاصة، لكونها مركزًا حضاريًّا للآباء والأجداد في هذه المدينة، من خلال توفير المعلومات باستخدام التكنولوجيا الحديثة"، وفق حديثها.

وتشير جنى إلى أنه لربط التكنولوجيا بالتاريخ انطلقت فكرة المبادرة، حيث صُمم كود لكل معلم أثري تاريخي، ورُبط مع موقع يحتوي على المعلومات اللازمة باللغتين العربية والإنجليزية والموثقة من مصادر رسمية.

وتسعى المبادرة لتوفير الوقت والجهد للزائر في البحث عن المعلومات، ويحتاج إلى تنفيذ الفكرة وجود هاتف محمول موصول بالإنترنت عليه قارئ Qr code، حتى يتمكن الزائر من الحصول على المعلومات دون الحاجة إلى مساعد.

وتطبيق أي فكرة جديدة من الصفر يحتاج إلى عزيمة لإنجاحها، وبالتالي واجهتهن العديد من العقبات والمشاكل، توضح جنى أن منها صعوبة تعميم الفكرة على الآخرين خاصة أن الفكرة مستحدثة وغير مسبوقة، إضافة إلى نقص الخبرة في هذا الموضوع.

"إلى جانب ضيق الوقت وصعوبة التوفيق بين الأمور المدرسية وأعمال المبادرة، وأزمة كورونا وما فرضته من إغلاقات سببت صعوبة في التواصل والاجتماعات، وتخطيناها باستخدام برامج التواصل عن بعد كـ(زوم وماسنجر)"، تتابع كلامها.

وتبيّن جنى أن من نشاطات المبادرة تنظيم فعاليات توعوية في العديد من المدارس، ونشرات توعوية عن السياحة الداخلية في الإذاعة المدرسية، وسرد المعلومات التاريخية للأماكن الأثرية، وتعريف الطالبات بها وتنفيذ أيام فرح ومرح في المدرسة بهدف التعريف ببعض الأماكن الأثرية في الخليل، والترويج لفكرة المبادرة من خلال عدة أنشطة من مسابقات وتوزيع البروشورات وخارطة البلدة القديمة وغيرها، وتنفيذ فعالية ترفيهية تعليمية للمكفوفين للتعرف على الأماكن الأثرية في الخليل.

وتكمل: لن نألو جهدًا في السعي لتطوير المبادرة من خلال عمل باركود لجميع الأماكن التاريخية ليس الخليل فقط، بل في معظم مدن الضفة الغربية، آملين أن تصل رسالتنا وهي "إلزامية المحافظة على تاريخنا وثقافتنا، والسعي لتعلم وتعليم تاريخنا المتوارث عبر السنين، فالتاريخ يُكتب لكنه يُقرأ أيضًا".