قائمة الموقع

ناصر أبو فارس.. ثلاث بنات شهيدات لا يغِبْن عن ناظريه

2021-07-04T11:03:00+03:00

رائحة الموت لا تزال عابقة في المكان، ذكرى الشهيدات الثلاث ملتصقة بما تبقى من جدران منزل عائلة أبو فارس، التي تحول يوم عيدها إلى مجزرة ارتكبها جنود الاحتلال ومدفعياته التي ألقت عليهم ثلاث قذائف مميتة.

في أول أيام عيد الفطر الذي تزامن مع عدوان الاحتلال على قطاع غزة، اجتمع ما يزيد على 30 فرداً من عائلة أبو فارس في القرية البدوية (أم النصر) شمال بيت لاهيا للاحتفال.

جاءت الشابات المتزوجات مع أبنائهن لزيارة العائلة حسب والد الشهيدات ناصر أبو فارس الذي يقول: "بناتي جاؤوا في أول أيام العيد للاحتفال عندنا ولقاء أفراد الأسرة وتغيير الأجواء المحزنة والمخيفة التي كان يشعر بها أطفالهم".

وفي حديث مع صحيفة "فلسطين" يضيف: "تجمع أكثر من 30 فردا في منزلي في ذلك اليوم، وكنت بعد العصر قد خرجت للقاء بعض أصدقائي في مكان يبعد قليلاً عن منزلي، حتى فوجئت بسماع قصف شديد في إحدى المناطق".

ويتابع أبو فارس: "انطلقت صوب صوت القصف لأجد منزلي قد ضرب بثلاث قذائف مدفعية سقطت على رؤوس بناتي وهن يتناولن طعام الغداء".

مشهد القصف وأشلاء الشهيدات الثلاث تسبب لأبو فارس بفقدان الوعي مباشرة، فهو لم يستطع أن يحتمل ما رآه، وقد تحولت أجسادهم إلى قطع صغيرة بفعل قوة القذائف التي أُلقيت على منزله.

ربع ساعة من فقدان الوعي عاد بعدها أبو فارس وقد وجد طواقم الإسعاف تعمل على انتشال أشلاء بناته الثلاث وحفيده من تحت الردم، وتحويل المصابين إلى المستشفى لتلقي العلاج، لينظر إلى ما يحصل حوله دون أن يستطيع عقله أن يدرك التفاصيل.

ويتابع أبو فارس: "استيعاب ما حصل أمر يفوق عقل أي إنسان، فكيف يمكن أن أخرج من المنزل تاركاً بناتي مطمئنات سعيدات في بيت والدهن ثم أعود لأجدهن جثامين مقطعين بفعل قذائف عشوائية استهدفت البيت دون أي مبرر".

ويشير إلى أنه رغم مرور ما يزيد على الشهر على جريمة استهداف المنزل فإن رائحة الموت لا تزال ملتصقة بكل مكان، فعلى حجارة المنزل المدمرة لا يزال الدم والشعر الخاصان بالضحايا ملتصقين بها، ليعلن أن في هذا المكان ارتكب الاحتلال مجزرة.

وينبه أبو فارس إلى أن هذه المجزرة أدت إلى نزوح كل سكان القرية من منازلهم، خشية استهدافهم آنذاك.

صابرين وابنها الرضيع (11 شهرًا)، ونسرين، وفوزية هم ضحايا هذه المجزرة الذين ارتقت أرواحهم، وبقيت ذكراهم شاهدة على جريمة المحتل، في حين أن هناك العديد من الجرحى بين النساء والأطفال يئنون في انتظار أن يزول عنهم الألم.

اخبار ذات صلة