دعا مختصون للاتفاق على استراتيجية موحدة بين وزارة الأسرى والفصائل والقوى الوطنية والمؤسسات المعنية بشؤون الأسرى، من أجل إعادة برنامج الزيارات لذوي أسرى قطاع غزة.
وبينما شدد المشاركون على أهمية دور اللجنة الدولية للصليب الأحمر في الضغط على سلطات الاحتلال من أجل تحقيق هذا الهدف، أشاروا إلى أهمية الحراك الشعبي لإيصال قضية الأسرى للمحافل الدولية، وبيان الممارسات اللاإنسانية بحقهم.
جاء ذلك في اللقاء التشاوري الذي نظمته وزارة الأسرى والمحررين حول "سبل إعادة برنامج زيارات الأسرى داخل السجون" بمقر الوزارة بغزة أمس.
وقال مدير العلاقات العامة والإعلام في وزارة الأسرى صابر أبو كرش، إن سلطات الاحتلال تمارس ضغوطات على أهالي الأسرى بغزة في موضوع زيارة أبنائهم وذلك منذ أسر الجندي جلعاد شاليط.
وذكر أن أهالي أسرى "حماس والجهاد الإسلامي" منعوا من الزيارة، ثم فرضت سلطات الاحتلال منعًا فرديًا على بعض الأسرى بحجج واهية، ووضعت شروط تعجيزية عند تحديد من يحق لهم الزيارة.
وقال: "منذ قرابة العاميْن يمنع الاحتلال زيارة أهالي غزة التي هي بالأساس رحلة عذاب من لحظة خروجهم من غزة وخضوعهم للتفتيش العاري، ثم ينظرون لأبنائهم من وراء زجاج وعبر سماعة هاتف".
وشدد على أن زيارة الأسرى حق إنساني وقانوني من الدرجة الأولى، "ولا يحق للاحتلال بأي شكل من الأشكال إيقافه، ولا بد من الضغط على الاحتلال لتحصيل هذا الحق".
بدوره، أكد مدير مؤسسة مهجة القدس ياسر مزهر ضرورة المحافظة على إنجازات الأسرى التي حققوها بالدماء والإضراب عن الطعام، "ومن ذلك زيارات ذويهم التي يُمنع منها أهالي غزة خاصة المنتمين لحركتي حماس والجهاد الإسلامي".
وذكر أن الاحتلال يفرض المنع تارة تحت غطاء "الملف الأمني" الذي يستهدف فيه ذوي الأسرى المسنين، وأخرى متحججًا بـ"جائحة كورونا""، مشيرًا إلى أن حق زيارة الأسير مكفول في كل القوانين الدولية والإنسانية التي وقعت (إسرائيل) عليها، "وتضرب بها اليوم عرض الحائط".
وحمل مزهر "الصليب الأحمر" مسؤولية هذا الملف الذي يقع ضمن اختصاصاته، "لكن اللجنة منحازة كاملًا للاحتلال وشريكة في جرائمه".
وعدَّ أن أقل واجب للصليب والمنظمات الدولية أن تمارس الضغط على سلطات الاحتلال لتفعيل برنامج الزيارات، مشيرًا إلى أن الضغط المؤسسات الجماعي وتفعيل القضية إعلاميًّا من شأنه تحقيق أثر.
ودعا مزهر لتفعيل الدبلوماسية الفلسطينية من أجل الأسرى الذين يعانون كثيرًا، مطالبًا الإعلام الفلسطيني بأن يزيد من المساحة التي يفردها للأسرى وأن يتناول أوضاعهم وانتهاكات الاحتلال الكثيرة بحقهم.
من جانبه طالب منسق لجنة أهالي الأسرى جواد عويضة بوضع استراتيجية مشتركة لوزارة الأسرى والفصائل والقوى الوطنية وأهالي الأسرى والهيئات المختصة للضغط أولًا وأخيرًا على "الصليب الأحمر" التي هي الجهة المخولة بالتنسيق في موضوع الزيارات.
وقال: "إذا لم نطرق هذا الباب فلن يكون هناك استجابة، ويجب أن نسير تدريجيًّا بالاعتصامات وتوجيه الرسائل وإن كانت لم تلقَ استجابة سابقًا من قبل الرئاسة الفلسطينية والمنظمات الدولية بما فيه الأمم المتحدة".
ودعا عويضة لاستثمار انتصار المقاومة في "سيف القدس" لمصلحة الأسرى خاصة المرضى المضربين عن الطعام، حاثًّا أهالي الأسرى على المشاركة بفاعلية في حراك إعادة الزيارات.