أدانت فصائل وطنية وإسلامية ومؤسسات حقوقية وصحفية، اليوم السبت، قمع أجهزة أمن السلطة والاعتداء على المتظاهرين المحتجين على اغتيال الناشط نزار بنات، أثناء تظاهرهم في شارع الإرسال وعلى دوار المنارة وسط مدينة رام الله.
وأدانت حركة المقاومة الإسلامية حماس، عملية القمع والاعتداء الذي قامت به الأجهزة الأمنية ضد المتظاهرين السلميين في مدينة رام الله الذين خرجوا للمطالبة بكشف ومحاسبة مرتكبي جريمة قتل الناشط نزار بنات.
وقالت الحركة في بيان لها إن مشاهد القمع وملاحقة الصحفيين والاعتداء بالضرب عليهم وسحل النشطاء، يعبر عن عقلية قمعية شمولية واستئصالية تدير الأجهزة الأمنية والتي تقود الساحة الفلسطينية نحو مزيد من التأزم والصدام.
وأضافت أن هذا القمع من قبل عناصر بزي مدني هي محاولة مكشوفة لخلق فتنة واقتتال ومخاطرة كبيرة بوحدة النسيج المجتمعي الفلسطيني.
ودعت حماس جماهير شعبنا كافة لمواصلة حراكهم السلمي نحو المطالبة بكشف مرتكبي جريمة قتل الناشط نزار بنات ومحاسبتهم، وإعادة التعددية السياسية لحياة شعبنا، والفصل بين السلطات الذي يحمي حقوق المواطنين السياسية والمدنية.
انعكاس فشل
فيما أشارت حركة الجهاد الإسلامي إلى أن السلطة لم تعد تمثل الشعب الفلسطيني وطموحاته، بل تقف ضد آمالهم وحياتهم وكرامتهم التي يدوسها الاحتلال يلا توقف.
ودانت الحركة بأشد العبارات قمع المتظاهرين والملاحقات البوليسية للنشطاء المطالبين بالقصاص من قتلة الشهيد نزار بنات.
ولفتت إلى أن سياسات السلطة هي انعكاس لفشلها على كل المستويات، ومن حق الجماهير المطالبة بمحاكمة ورحيل الفاسدين.
دعوة للنزول للشارع
وحمّلت الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين قيادة السلطة وقادة الأجهزة الأمنية المسؤوليّة المباشرة عن هذا الاعتداء الجديد الذي تسبّب بإصابة واعتقال العشرات.
وأكّدت الجبهة أنّ هذه السلطة وأجهزتها القمعيّة لم تستخلص العبر من جريمة القتل الغادرة التي ارتكبتها بحق شهيد الكلمة والحقيقة نزار بنات، وإصرارها على مواصلة هذا النهج القمعي المُدمر رغم كل النداءات والدعوات الوطنيّة.
ودعت الجبهة جماهير شعبنا في عموم الضفة إلى النزول للشارع والتعبير عن رفضهم لممارسات الأجهزة الأمنيّة البوليسيّة تجاه أبناء شعبنا الذين خرجوا للتعبير عن رفضهم لجريمة الاغتيال.
وشددت الجبهة على أنّ دماء وحياة أبناء شعبنا مهما كانت انتماءاتهم أو معتقداتهم غالية علينا وليست رخيصة، ومن واجب الجميع التصدي بقوّة للقمع السلطوي البوليسي، فقد آن الأوان للجماهير الفلسطينيّة والحركة الوطنيّة أن توقف هذه السلطة عند حدها.
الاعتداء على الصحفيين
وبدورها أدانت كتلة الصحفي الفلسطيني حملة الاعتداءات من قبل أجهزة أمن السلطة على الصحفيين الفلسطينيين خلال تغطيتهم الوقفات الاحتجاجية المنددة بجريمة اغتيال الناشط السياسي المعارض الشهيد نزار بنات، والتي كان آخرها إصابة عدد من الصحفيين أثناء تغطيتهم الإعلامية وسط رام الله، ومصادرة هواتف بعضهم.
واستنكرت الكتلة حملة التحريض والتهديدات بالاعتداء والتصفية التي استهدفت الزميل الصحفي علاء الريماوي مراسل قناة الجزيرة مباشر في الضفة في أعقاب حديثه الرافض لجريمة اغتيال الناشط السياسي بنات.
وفي بيان لها أدانت نقابة الصحفيين بشدة الاعتداءات على الصحفيات والصحفيين أثناء تغطيتهم مسيرة وسط مدينة رام الله مساء اليوم، "واستهدافهم بقنابل الغاز المدمع، مما تسبب بإصابة عدد منهم، وملاحقة آخرين ومصادرة هواتفهم النقالة".
واعتبرت أن هذه الاعتداءات التي نفذها عناصر الأمن للصحفيين، يعد تطورًا جديدًا وخطيرًا في سياق الاعتداءات على حرية الرأي والتعبير والعمل الصحفي.
وقالت "تمثلت بأبشع صورها في جريمة قتل بنات، وامتدت لاحقًا لتطال بالتهديد بعض الصحفيين والمواطنين على خلفية التعبير عن مواقفهم تجاه قضية بنات، واحتجاز صحفي قبل يومين أثناء تغطية أحداث ليلية وقعت في رام الله".
وحذرت النقابة من التمادي في التضييق على حرية الرأي والتعبير والتجمع والتظاهر، مضيفة: "إن عواقب ذلك على سيكون سيادة القانون والسلم الأهلي والمجتمعي".
واعتدت أجهزة أمن السلطة في رام الله، مساء اليوم السبت، على المتظاهرين المحتجين على اغتيال الناشط نزار بنات، وباشرت بقمعهم، أثناء تظاهرهم في شارع الإرسال وعلى دوار المنارة وسط مدينة رام الله.