بددت المقاومة الفلسطينية أوهام قادة الاحتلال الإسرائيلي بالقضاء عليها، خلال الانتصار الذي حققته في معركة "سيف القدس" التي استمرت 11 يومًا.
وفاجأت المقاومة، الاحتلال، بتطور قدراتها العسكرية وقدرتها على إطلاق قذائف صاروخية كثيفة وتصل إلى مسافات بعيدة كان منها إطلاق 130 قذيفة تجاه "تل أبيب" وإطلاق صاروخ العياش بمدى 250 كم الذي استهدف مطار "رامون".
ولا تزال تداعيات معركة "سيف القدس" تبث الخلافات في المؤسسة العسكرية الإسرائيلية التي منيت بهزيمة عسكرية مدوية خلال ذات المعركة.
وهاجم وسائل إعلام عبرية أداء الحكومة والجيش في عمليته العسكرية على القطاع، معتبرين أن المبادرة الإسرائيلية بوقف إطلاق النار من جانب واحد هي إقرار بالهزيمة أمام حماس التي سجلت أداءً سياسيًّا وعسكريًّا لافتًا.
وقال اللواء احتياط عاموس يادلين، الرئيس السابق لشعبة الاستخبارات العسكرية "أمان" عبر إذاعة جيش الاحتلال: إن "عملية حارس الأسوار لم تحقق الردع الكامل، رأينا إطلاق البالونات من غزة، نحن نفتقد لإمكانية وضع قواعد جديدة أمام غزة".
واتهم يائير لابيد، زعيم حزب "يش عتيد" حكومة نتنياهو، بالفشل في العدوان قائلًا: "ما الذي كانت الحكومة تحاول تحقيقه في الأيام الأحد عشر الأخيرة، الحكومة فشلت في كل المجالات الواقعة تحت مسؤوليتها، لا توجد كلمات بسيطة لوصف هذا الفشل، لقد قوَّى نتنياهو حماس وأضعف السلطة وفشل أيضًا في إعادة الجنود".
كما قال الخبير العسكري الإسرائيلي رون بن يشاي: إن الأهداف الاستراتيجية للحرب على غزة لم تتحقق بعد، رغم ضراوتها، لكنها لم تنجح بإقامة ردع ثابت وطويل الأمد للمنظمات المسلحة، التي باتت قيادتها قريبة من تزعم المنظومات السياسية والوطنية والدينية للفلسطينيين أينما كانوا، بما في ذلك 48".
في حين قالت عضو الكنيست إيليت شاكيد: "وقف غير مشروط لإطلاق النار؛ هذا أمر محرج.. النصر يكون بإعادة الأولاد"، في إشارة إلى الجنود الأسرى بغزة.
ووصف النائب عن حزب "الصهيونية الدينية" إيتمار بن غفير اتفاق وقف إطلاق النار بـ"المخزي واستسلام خطِر لحماس".
أداء احترافي
وقال المختص في الشأن العسكري يوسف الشرقاوي: "نحن أمام أداء احترافي غير مسبوق نفَّذته المقاومة الفلسطينية خلال معركة سيف القدس".
وأضاف الشرقاوي لصحيفة "فلسطين": المقاومة فاجأت "الصديق قبل العدو" في قرار إطلاق قذائفها الصاروخية تجاه المدن والبلدات المحتلة إلى جانب قدرتها في مواصلة وتسديد ضرباتها بدقة عالية.
وأشار إلى أن أداء المقاومة خلال معركة "سيف القدس" كان أفضل من المعارك السابقة من خلال التكتيك الذي اتبعته في الرد على جرائم الاحتلال ونوعية الصواريخ المستخدمة ومداها ودقتها، "وهذا ما أوقف العدوان"، بحسب الشرقاوي.
ودلل على ذلك بتصريحات قادة الاحتلال الذين فوجئوا من قوة وثبات المقاومة ودقة أهدافها.
ولفت إلى أن هزيمة الاحتلال خلال المعركة وخشيته في الدخول بمعركة طويلة أمام المقاومة الفلسطينية.
وتوقع الشرقاوي أن تمتلك المقاومة مستقبلًا أسلحة تهدد الجبهة الداخلية الإسرائيلية أكثر، منبّها في الوقت ذاته، إلى أن المقاومة "جعلت قادة الاحتلال في حالة تخبط وذهول شديد من قوة ضرباتها".
وجدد التأكيد بأن المقاومة أثبتت أنها غير مردوعة وأنها قادرة على إرباك حسابات الاحتلال، وفرض وقائع جديدة سيكون لها ما بعدها.
وأكد الشرقاوي أن الجبهة الداخلية الإسرائيلي تراقب تصريحات قادة المقاومة التي تعلن بالزمان والمكان أماكن إطلاق قذائفها الصاروخية بدقة عالية