يبدو أن العودة للمفاوضات المباشرة بين عباس ونتنياهو هي من النقاط الرئيسة على مستوى القضية الفلسطينية في زيارة ترامب الأولى إلى المنطقة وإلى المملكة العربية السعودية. المفاوضات يجب إنجازها خلال فترة زمنية محددة؟! ، وقد نقلت صحيفة الحياة اللندنية عن مصادر دبلوماسية غربية قولها إن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، سيُعلن قريبًا مبادرة سياسية تُعيد إطلاق المفاوضات المباشرة الفلسطينية- الإسرائيلية لفترة زمنية محدودة، تراوح بين 12- 16 شهرًا على أبعد تقدير، من دون وقف الاستيطان.
كيف يمكن إجراء مفاوضات دون وقف حقيقي للاستيطان؟! إن إجراء مفاوضات جديدة بدون وقف الاستيطان ابتداء يحقق مصالح دولة ( إسرائيل)، إن أول ما يجدر بالسلطة المطالبة به هو وقف الاستيطان، لأنه في الحقيقة هو معول في هدم القضية الفلسطينية.
المشكلة ليست في العودة إلى المفاوضات من حيث المبدأ فقد فاوضت السلطة الطرف الإسرائيلي لأكثر من عشرين عاما للوصول إلى معرفة حدود الدولة العبرية: أين تبدأ وأين تنتهي؟! ، ولكن دون جدوى، فلا أحد من المفاوضين الفلسطينيين يعرف حدود دولة الاحتلال؟!. في الطرف المفاوض الفلسطيني يطالبون بدولة فلسطينية على حدود ١٩٦٧م، بينما يقابل هذا الطلب إسرائيليا بالرفض؟!
يقال إن الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، أبلغ ترامب في أثناء لقائهما في البيت الأبيض، بداية الشهر الجاري، موافقته على المبادرة التي تقضي بإطلاق المفاوضات على أسس جديدة، ولفترة محدودة من الزمن، يجري خلالها التفاوض على قضايا الحل النهائي بتدخل أميركي مباشر. كما نقلت الصحيفة أن "مبادرة ترامب تقوم على إلغاء المدرسة التفاوضية القديمة القائمة على جمع وفدين كبيرين إلى طاولة مفاوضات واحدة، وتأسيس أسلوب جديد عبر التدخل الأميركي المباشر بين صناع القرار».
يقول ترامب إن الأسلوب القديم لم ينجح، ويجب استبداله بأسلوب جديد يقوم على جمع صناع القرار تحت مظلة أميركية مباشرة". وأشارت إلى أن ترامب لم يقدم ضمانات للفلسطينيين بوقف الاستيطان، لكنه وعد بألا تكون هناك مشاريع استيطانية ضخمة.
عباس كما ذكرت الحياة اللندنية لا يمانع في العودة إلى المفاوضات لمدة محدودة رغم تجربته البائسة على مدى عشرين عاما، ودون ضمانات بإنجاح المفاوضات الجديدة، على قاعدة حل الدولتين مع تبادل طفيف للأراضي. إن العودة إلى المفاوضات إن حصلت بعيد قمة المملكة لا تعد إضافة جديدة للمشهد السياسي العام، حيث لا تشعر دولة العدو بأن هناك ما يضغط عليها لتقديم تنازلات للطرف الفلسطيني. (إسرائيل) في أفضل أحوالها الأمنية والاستراتيجية لرفض مطالب عباس، وعباس لا يملك أوراقا عربية أو دولية ضاغطة للعودة إلى المفاوضات مع وقف أو تجميد الاستيطان. لهذا كله تجد أن الفصائل الفلسطينية ترفض عودة عباس إلى المفاوضات وتصف العودة بالعبثية وبأنها على حساب مصالح الفلسطينيين.