فلسطين أون لاين

مضرب عن الطعام منذ 52 يومًا وسط خطر شديد على حياته

تقرير "سامحوني".. الأسير "أبو عطوان" يودع أهله بكلمة لم يستطع نطقها

...
الأسير الغضنفر أبو عطوان
غزة/ يحيى اليعقوبي:

مهدد بفقدان حياته أو إصابته بعجز في أحد أعضائه الحيوية، يعاني آلامًا حادة في الصدر والقلب، لا يشعر بقدميه، يشتكي أوجاعًا في الرأس، لا يستطيع الكلام من شدة الإرهاق.

هكذا بات حال الأسير الغضنفر أبو عطوان (28 عاما) من بلدة دورا بمحافظة الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة، المعتقل منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2020، وهو أسير سابق تعرض للاعتقال عدة مرات منذ عام 2013، وخلال عام 2019 خاض إضرابا عن الطعام رفضا لاعتقاله الإداري في سجون الاحتلال.

ومنذ 52 يومًا متتالية يخوض فيها الأسير "أبو عطوان" إضرابًا مفتوحًا عن الطعام رفضًا لتجديد اعتقاله الإداري لستة أشهر أخرى، ووالده ينتظر على أحر من الجمر أي خبر عن ابنه يبرد مخاوفه، حتى جاءته التفاصيل عن حاله بأنه في "غيبوبة، ويرفض التعامل مع الأدوية، ويمتنع عن شرب الماء".

إضافة إلى ذلك، نقل محامي الأسير رسالة منه إلى عائلته يطلب فيها من إخوته "السماح"، ومن والدته "عدم الخوف"، مذيلًا الرسالة بتوقيعه "ابنكم المشتاق".. كلماتٌ قاسية مرت أمام عيني والده المكلوم الذي يُبدي مخاوفه من استقبال نجله شهيدًا إن تدهورت صحته أكثر من ذلك.

"للمرة الأولى زار المحامي ابني أول من أمس، وكانت جلسة المحاكمة عبر تقنية "الفيديو كونفرانس"، ونُقل ابني بواسطة (البوسطة) من عيادة سجن الرملة إلى محكمة الاحتلال العليا، وقد تعرض للإغماء مرتين في الطريق"، عبر سماعة الهاتف يبدي والده إيخمان في حديثه لصحيفة "فلسطين" تخوفه على حياة ابنه.

مرت ثمانية أشهر ولم يسمع الأب صوت ابنه ولم يرَه، ورغم تدهور حالته الصحية التي تزداد سوءًا يوما بعد يوم، يرفض والده إيقاف إضرابه، مضيفا: "لا أريد أن يكسر ابني إضرابه أمام الاحتلال، أريد أن يكسر أنفه، وأن يخرج إلينا مرفوع الرأس".

تتزاحم العبرات على شفتيه في وصف بشاعة تعامل الاحتلال مع قضية نجله التي تُمنع فيها العائلة من زيارته، بعفوية يتمم: "نحن نتعامل مع صهاينة حاقدين!".

ثم يطرح سؤالا: "كيف لأسير أمضى حكمه الإداري يُحكَم عليه بتجديد الاعتقال لستة أشهر أخرى قبل الإفراج عنه بيوم؟".

ولم يكن الإضراب الحالي هو الأول للأسير الذي يبلغ مجموع سنوات اعتقاله ست سنوات في سجون الاحتلال، فقد أضرب 41 يوما في اعتقاله عام 2017، وخاض إضرابا عام 2019 استمر 28 يوما، وكل ذلك بتهمة رشق زجاجات "مولوتوف" على دوريات الاحتلال.

دوافع "ابن دورا" لمواجهة الاحتلال حاضرة على لسان والده: "ابني فلسطيني يحب وطنه وأرضه المحتلة، وأي فلسطيني يعيش تحت الاحتلال يقاوم ويتصدى لهذه الانتهاكات".