فلسطين أون لاين

محررين سابقاً ضمن "وفاء الأحرار"

خاص "الأسرى الُمعاد اعتقالهم" يعقلون آمالاً كبيرة على المقاومة بغزة

...
غزة/ فاطمة الزهراء العويني:

قلب سلطات الاحتلال حياة أسر العشرات من محررين صفقة "وفاء الأحرار" بإعادة اعتقالهم، وإعادتهم لأحكامهم السابقة، فبعد أنْ أسسَ كثيرٌ منهم أسراً خارج السجون واستقروا بحياتهم أصبحت المسئولية على عاتق زوجاتهم كبيرة ولا أمل أمامهن سوى "مقاومة غزة" بأنْ تحررهم ثانيةً من غياهب السجون، كما يروين لـ"فلسطين".

ففي الثامن عشر من شهر حزيران/ يونيو عام 2014 أعادت سلطات الاحتلال اعتقال نحو 70 محرراً ممن أُفرج عنهم في صفقة "وفاء الأحرار".

وأعاد الاحتلال لأكثر من خمسين منهم أحكامهم السابقة، وغالبية هذه الأحكام "سجن مؤبد"، وذلك عبر قانون تعسفي أقره الاحتلال، ونفذته ما تُعرف بلجنة الاعتراضات العسكرية التي أُنشئت للنظر في قضاياهم.

حياة غير مستقرة

هدى مراعبة، زوجة الأسير أشرف الواوي من طولكرم، اقترنت بزوجها بعد تحرره في صفقة "وفاء الأحرار" حيث كان يقضي حكماً بالسجن "مؤبديْن" إلى أن أُعيد اعتقاله في 2014م.

وتشير إلى أن وبعدما أعيد اعتقاله أخضع لعدة جلسات محاكمة "شكلية" إلى أن أخبرتهم المحامية أن المحكمة قررت بدون جلسة إعادة الحكم القديم لأشرف.

وحالياً تعيل هدى وحدها ثلاثة بنات هن "عيناء"، و"آلاء" و"جمان" أنجبتهما عبر "نطف مهربة"" في انتظار أنْ تُفلح المقاومة بغزة بفك قيده.

وتشير إلى أنها حُرمت من زيارته بمنع أمني "على خلفية تهريب النطف" واستمر حرمانها من الزيارة بسبب "كورونا"، قائلة: "ظروفهم بالأسر قاسية بعد أن شعروا بالاستقرار خارج السجن وأصبح لديهم أسر، فأشرف كنت عندما أسأله ماذا تريد أن تفعل بعد أن تتحرر؟ كان يجيبني: لا شيء سوى احتضان بناتي.

في حين تؤكد لبنى موسى، زوجة الأسير عماد موسى، والذي أعاد الاحتلال الحكم عليه "25 عاماً" أن زوجها لم يكن له أي نشاط سياسي قبل إعادة اعتقاله كونه كان يخضع لإقامة جبرية فرضها عليه الاحتلال ويُمنع بموجبها من الخروج من مدينة جنين.

وتوضح أنها اقترنت بـ"عماد" بعد تحرره، وعاشا حياة مستقرة لكن الاحتلال قلبها رأساً على عقب بإعادة اعتقاله لتجد نفسها زوجة أسير تصول وتجول بين المحاكم والزيارات ومسئولية الأسرة التي تتحملها وحدها.

وتبين أن حياتها تغيرت للأسوأ فالمسئولية "ثقيلة"، ويزيد صعوبتها قسوة ظروف السجن حيث تعرض عماد للقمع في سجن "النقب" عام 2019 فأصيب بإصابات خطيرة لا يزال يتلقى العلاج على إثرها.

وتقول: "منذ عامين لم أتمكن من زيارته، وأطالب بالإفراج عنه خاصة أنه اعُتقل ظلماً، لكن أملنا بمقاومة غزة أن تحل ملفهم في إطار أي صفقة تبادل قادمة".

قرار سياسي

بدورها تؤكد الناطق باسم مركز أسرى فلسطين للدراسات أمينة الطويل، أن اعادت اعتقال العشرات من المحررين في صفقة وفاء الأحرار يعد قرارُا سياسيًّا بامتياز.

وقالت: "تم استخدام اعتقال هؤلاء الأسرى كورقة ضغط على المقاومة، وهو تنصل من الاتفاقات التي وقع عليها الاحتلال وهذا ديدنه وسلوكه، فعادة ما يتراجع عما يعقده من اتفاقيات مع أي جهة سواء كانت فصائل مقاومة أو جهات عربية ودولية".

ولفتت إلى أن الاحتلال غير معني باستمرار اعتقالهم ولم تكن هذه الخطوة مجرد رد على اختطاف المستوطنين الثلاثة في الخليل، "فهم منذ اليوم الأول لتحررهم يتلقون التهديدات ويتعرضون لاستدعاءات المخابرات الإسرائيلية".

وقالت: "هم يعيشون أوضاعا اعتقاليه صعبة كغيرهم من الأسرى الذين يعانون من انتهاكات للاحتلال، فيما يمارس الاحتلال خاصة ضغطاً نفسيًا عليهم بإصدار "إشاعات" بخصوص الإفراج عنهم من حين لآخر دون جدوى، فيما يعول هؤلاء على المقاومة بأن تجعل الإفراج عنهم شرطاً لأي صفقة تبادل قادمة".