مهندبقلم/ إياد القرا
الفضيحة المدوية التي حدثت أمس عبر إعلان حكومة الاحتلال الجديدة بكل فخر أنها تمكنت من عقد صفقة تبادل لقاحات، يُنقل بموجبها ما يزيد على مليون لقاح لصالح السلطة، ويحصل الاحتلال مقابلها على لقاحات صالحة للاستخدام لمدة طويلة.
الصفقة الفضيحة التي عقدتها السلطة بليل مع الاحتلال، يُفرَّط فيها بحياة مليون مواطن فلسطيني، وتُمنَح الحياة لمليون مستوطن وجندي إسرائلي.
ما فعلته السلطة يكشف عن حجم الفساد الذي تعيشه السلطة، ووصل لحد المتاجرة بحياة المواطنين لصالح إرضاء الاحتلال الإسرائيلي.
لم تعد حياة المواطن الفلسطيني ذات قيمة لدى السلطة التي يعمل قادتها ليل نهار على سرقة أموال الشعب الفلسطيني، ولم يعد تكفيهم حالة التبعية للاحتلال عبر التنسيق الأمني الذي يعذب بموجبه المئات من الشبان في سجون السلطة، وملاحقة الآلاف ممن يقاومون ويواجهون الاحتلال ويقاومون المستوطنين، كما حدث الأيام الأخيرة من ملاحقة الشبان الذين خرجوا لنصرة غزة.
جريمة حرب مشتركة بين السلطة والاحتلال، ترتقي لجريمة ضد الإنسانية، كاد أن يذهب ضحيتها مليون فلسطيني، عوضًا من فقدان المصداقية باللقاحات المقدمة من وزارة الصحة خشية أن تكون قد مُرِّرت صفقات سابقة بين الجانبين لم يُعلن عنها.
الصفقة التي تمت هي ضمن سياسة السلطة القائمة على عقد صفقات سرية على مدار ما يزيد على ثلاثة عقود يتم بموجبها التنازل عن حقوق الشعب الفلسطيني لصالح الاحتلال.
ما حدث يؤكد أن هذه السلطة غير مؤتمنة على حياة المواطنين، وليست جديرة بقيادة الشعب الفلسطيني، وأن المطالبة بتغييرها هو مطلب مشروع، ومن حق الشعب الفلسطيني أن تقوده قيادة شرعية مؤتمنة على حياته، وقيادة مشروعه الوطني في مقـاومة الاحتلال بدلًا من سياسة الصفقات الخاسرة والوهمية.