فلسطين أون لاين

خلال حفل تكريم المكتب الإعلامي

الدعليس: ملف المؤسسات الإعلامية المدمرة ضمن أولويات الإعمار

...
صورة أرشيفية
غزة/ جمال غيث:

أكد رئيس لجنة متابعة العمل الحكومي عصام الدعليس، أن ملف المؤسسات الإعلامية المدمرة خلال العدوان الإسرائيلي يأتي ضمن أولويات إعمار قطاع غزة.

وشدد الدعليس، خلال حفل نظمه المكتب الإعلامي الحكومي لتكريم المؤسسات الإعلامية، أمس، على أن الحكومة ستعمل على تقديم مختلف التسهيلات كافة وتوفير المعدات للمؤسسات الإعلامية المدمرة وإعفائها من الضرائب تقديرًا لدورها وعملها خلال أيام العدوان الأخير على غزة.

وحضر حفل التكريم الذي أُقيم في منتجع الشاليهات غرب مدينة غزة، عدد من نواب المجلس التشريعي، ورئيس المكتب الإعلامي الحكومي سلامة معروف، وممثلون عن الفصائل الفلسطينية، ومديرو المؤسسات الإعلامية، وعائلة الشهيد الصحفي يوسف أبو حسين الذي ارتقى خلال العدوان.

وقال الدعليس: إن الحكومة في غزة قررت وضع ملف المؤسسات الإعلامية التي دمرها الاحتلال خلال العدوان ضمن أولوية ملف الإعمار.

وأضاف الدعليس: "لقد عاثت دولة الاحتلال فسادًا، وأطلقت يدها الحاقدة، فأمعنت في جرائمها، فسلبت ودمرت من أجل النيل من عزيمة شعبنا وصموده، لكن هيهات أن تنال من صورة الصمود الأسطوري لشعبنا الذي يضمد جراحه ويواصل طريقه ويصنع من يديه العاريتين الحياة ويروي الكرامة المشرفة".

وتابع: لم يكن بالأمر الجديد تدمير الاحتلال المقرات والمؤسسات الإعلامية كما حدث في تدمير برجَي الشروق والجلاء وغيرهما، "فإذا كان دور الصحافة نقل الحقيقة، فقد كان دور الاحتلال هو قتلها، لذلك تجرأ على استهداف يوسف أبو حسين وهو آمن في بيته".

وذكر أن الصورة التي رسمها الإعلام الفلسطيني هي صورة النضال الوطني التي تعزز الصمود وترفع المعنويات وتوثق ملحمة الفداء التي سطرها شعبنا.

ودعا الدعليس الإعلام الفلسطيني إلى مواصلة تغطية جرائم الاحتلال وفضحها وتقديمها للرأي العام والمجتمع الدولي، مؤكدا أن تضحيات الصحفيين والإعلاميين ستبقى محفورة في ذاكرة التاريخ.

وطالب المجتمع الدولي بملاحقة الاحتلال وكبح جماح اعتداءاته على المؤسسات الإعلامية.

أهمية الإعلام

وقال معروف: إن الاحتلال أدرك أهمية دور الصحفيين والإعلاميين، فأراد ارتكاب الجرائم بعيدًا عن الكاميرات، فدمر المقرات والمؤسسات، واستهدف الصحفيين استهدافًا مباشرًا، لكن بقيت الرواية الفلسطينية حية وصادقة رغم عظم التضحيات والتحديات.

وذكر معروف أن أول انتصار سجل خلال المعركة الأخيرة، هو محاولة الاحتلال تغييب عدسات الإعلام عن نقل الحقيقة، في تأكيد لقرار فشله واعترافه بمدى أهمية الكلمة والصورة في نقل جرائمه البشعة.

وأضاف: "نستذكر اليوم مَن خلدت أسماؤهم في ميادين الشرف والبطولة من قائمة الشهداء الإعلاميين وصولا للجرحى والأسرى خلف قضبان الاحتلال".

وأشار إلى أن وزارة الإعلام اجتهدت خلال العدوان الأخير في توفير مناخات العمل المناسبة قدر المستطاع للصحفيين لإيصال رسالة شعبنا وتعزيز لوحة الوحدة الفلسطينية التي تجلت جغرافيًا وسياسيًا وإعلاميًا.

وحث معروف الصحفيين والنشطاء قائلًا: "لا تسمحوا لاختلاط ألوان السياسة أن تنسيكم واجباتكم، وأن تأخذوا بيد الوطن والمواطن نحو بر الأمان والحقيقة بلا زيف أو تزوير، والتحلي بالموضوعية والتسلح بالمصداقية".

وجدد التزام المكتب الإعلامي الحكومي الدفاعَ عن الصحفيين، وتوفير بيئة عمل مناسبة لهم، مشيرًا إلى أنه رُفِعت توصيات للمستوى الحكومي ضمن مساعي تطوير الواقع المهني للصحفيين والإعلاميين بما يتناسب مع تضحياتهم وجهودهم في الميدان.

وحث المؤسسات الدولية والحقوقية على الوقوف إلى جانب الصحفيين الفلسطينيين والعمل على توفير معدات السلامة المهنية والحماية الشخصية لهم التي يمنع الاحتلال دخولها إلى غزة.

وطالب معروف المجتمع الدولي ومنظماته بالسعي الجاد للإفراج عن 26 صحفيا فلسطينيا معتقلين في سجون الاحتلال.

قوة الإعلام

من جهته، طالب الصحفي علاء سلامة، خلال كلمته نيابة عن المؤسسات الإعلامية، اللجنة الحكومية ووزارة الإعلام بالوقوف إلى جانب المؤسسات الإعلامية والصحفيين الذين عانوا آثار العدوان الإسرائيلي، وتقديم المساعدة لأسر الشهداء والمصابين الإعلاميين، والعمل على تنفيذ مطالبات المؤسسات الإعلامية المتضررة من العدوان.

ووجه سلامة التحية لروح الشهيد يوسف أبو حسين وقوافل الشهداء الإعلاميين والمصابين الذين بذلوا جهودا عظيمة في نقل الحقيقة وتغطية جرائم الاحتلال خلال العدوان.

من جانبه، قال محمد أبو حسين، والد الشهيد الصحفي يوسف أبو حسين: "إن استهداف الاحتلال لإبني دليل على قوة الإعلام والكلمة التي يصدح بها ليل نهار، ويكشف زيف الاحتلال الذي استقوى على الأطفال والمدنيين بعد أن هزمتهم المقاومة".

وأضاف أبو حسين، خلال كلمته: "ابني الشهيد يوسف، ليس الشهيد الأول بل هو الثالث من أبنائي، ودماؤهم تبقى رخيصة لأجل القدس والأقصى وفلسطين، والدم المسفوك يزيدنا إصرارًا على التمسك بحقوقنا وأرضنا، وأن الاحتلال إلى زوال".

وتخلل حفل التكريم، عرض فيديو لانتهاكات الاحتلال بحق الصحفيين والمؤسسات الإعلامية خلال العدوان الأخير على غزة، وفيديو آخر بشأن عمل الصحفيين والإعلاميين خلال العدوان.

وفي نهاية الحفل، كرمت وزارة الإعلام عائلة الشهيد أبو حسين، والجرحى من الصحفيين، والمؤسسات الإعلامية المتضررة من العدوان الإسرائيلي.