فلسطين أون لاين

لم ينجُ من مقتنياتهم إلا ملابس العيد

"صبا".. دمر الاحتلال نصف منزلها وأدخل الحسرة على قلوب فتياتها

...
غرفة الفتيات المدمرة
غزة/ صفاء عاشور:

نزحوا من منزلهم بسبب قذائف دبابات الاحتلال، تركوه سليما وعادوا إليه مدمرًا، هذه هي ملامح قصة معاناة صبا أبو دف.
اختفت غرفة الفتيات وحرقت القذائف أسرتهن وملابسهن، حولت غرفتهن الملونة بالزهري إلى الأسود، وحرمتهن كما باقي أطفال غزة الاحتفال بعيد الفطر.
صبا الأم لأربع فتيات وصبي من حي الزيتون بمدينة غزة منذ بدء العدوان على القطاع علمت فتياتها كيف يأخذن حذرهن، أين يذهبن في حال القصف، تبقى حولهن تبث الطمأنينة في قلوبهن، تحاول أن تشغلهن بأمور شتى حتى لا يتسلل الخوف إلى قلوبهن بفعل العدوان.
تقول أبو دف في حديث مع صحيفة فلسطين: "أعيش شرقي حي الزيتون، وفي كل عدوان إسرائيلي على القطاع نضطر للنزوح من منزلنا بسبب استهداف الاحتلال له، ولكن هذه المرة لم نغادر المنزل إلا في اليوم الثاني لعيد الفطر، وذلك بعد ليلة لم تتوقف فيها القنابل والقذائف عن السقوط على رؤوسنا".
تعمد الاحتلال كذلك إلقاء قنابل الصوت بكثافة، لإرهاب المدنيين وإرعابهم، على أنفسهم وأطفالهم، ما اضطر صبا إلى النزوح بحثًا عن مكان أكثر أمنًا لتستقر في أحد بيوت الأقارب هناك.
وما إن بزغت شمس ثاني أيام العيد حتى جمعت صبا ملابس أطفالها الصغار، وكان منها ملابس العيد، أما زوجها وحماتها فرفضا الخروج من المنزل، ليضطرا للخروج منه بعد قصف منزلهم بالقذائف العشوائية في اليوم الثامن للعدوان إذ ألحقت دمارًا كبيرًا به.
صبا الأم حاولت على مدار أيام العدوان أن تزرع الطمأنينة في قلوب أطفالها في ساعات القصف، وما إن يتوقف حتى تنادي عليهم لتناول بعض الحاجيات والحديث معًا، ووعدهم أنه بمجرد انتهاء العدوان على غزة سيلبسون ملابس العيد ويحصلون على عيدية قيمة.
وتحمد صبا الله أن منّ عليها بسلامة زوجها وأطفالها وأقاربها، ونفذت وعدها لأطفالها، فما أن أعلن وقف العدوان ليلة الجمعة الماضي حتى لبس أطفالها ملابس العيد وحصلوا على العيدية، كما أن زيارتهم إلى بيت جدهم كان لها تأثير كبير في إدخال الفرحة المتأخرة على قلوبهم.
ولكن كحال كثير من أطفال القطاع هذه الفرحة لم تتم، فقذائف دبابات الاحتلال العشوائية دمرت غرفهم وحرقت أسرة نومهم وجعلتهم غير قادرين على دخولها بسبب وجود غبار يؤذي عيون كل من يدخلها حتى بعد انتهاء العدوان.
عادت صبا وفتياتها إلى منزل جدتهن الذي يقبع أسفل شقتهن، ولكن تبقى حسرتهن مستمرة على ما فقدن، فكل يوم ينظرن إلى كتبهن وحقائب المدرسة التي احترقت وملابسهن التي مزقت بفعل القصف، وأهم من كل ذلك هو ذكرياتهن التي حملتها هذه الغرفة بين جدرانها.
ولكن يبقى الأمل لدى صبا وفتياتها في إعادة إعمار ما تدمر من منزلهن، وأن يعدن تلوين غرفتهن باللون الزهري مرة أخرى، فهن يردن الحياة ويستحققنها.