الورقة الأخيرة التي يتمسك بها عباس في وجه الكل الفلسطيني هي منظمة التحرير، ويمسك بها بقوة، ويرفض إعطاء الفرصة لأي طرف لإعادة إعمارها أو إصلاحها، بل يهاجم كل من يحاول إصلاحها، ولو كان يمثل الأغلبية الفلسطينية، والشرعية التي يمتلكها.
التصريحات التي استفزت فتح وجماعة محمود عباس حول وصف منظمة التحرير بالصالون السياسي على لسان رئيس حركة حماس في غزة يحيى السنوار، على الرغم من أن الوصف جاء لتأكيد واقع مرير وصلت إليه المنظمة خلال العقود الثلاثة الأخيرة منذ توقيع اتفاق أوسلو الذي أفرغ منظمة التحرير من مضمونها، ولم يعد لها علاقة بالتحرير، وتمسكت بالاسم، والأخطر أنها مثلت ثوبًا لكل الفلسطينيين، دون أن ترتقي لهذا المستوى في احتواء الكل الفلسطيني، ولم ترتقِ إلى عظم القضية الوطنية، وأن التمثيل الدولي أصبح فارغًا، ولعل العدوان الأخير على غزة كشف جزءًا يسيرًا من حال المنظمة.
استمرار اختطاف عباس المنظمة، لن يحدث أي تغيير عليها، وسيزيد من الإضرار بالمشروع الوطني من خلال احتوائها على بعض الفصائل التي لم يعد لها أي حضور في الشارع الفلسطيني، في الوقت نفسه استبعاد الفصائل الوطنية، التي تمثل الثقل المقاوم فعلًا، ولها الرصيد الأكبر شعبيًّا، ويحظى بدعم على المستوى الوطني بين اللاجئين في الخارج، وأبعد من ذلك على صعيد الدعم العربي والإسلامي.