فلسطين أون لاين

صلاح الهجين ومركزه بغزة.. الفن لم يسلم أيضًا

...
البدء بإزالة ركام برج الشروق
غزة - صفاء عاشور

"كان أكثر من بيتي، أوراقي الشخصي، هويتي حتى عقد زواجي كلها فيه" هذا لسان حال الشاب الثلاثيني صلاح الهجين، الذي دمر الاحتلال مركزه الفني بقصف برج الشروق، الذي أسماه "المركز الثقافي الفلسطيني".

كان عمل المركز ينصب على احتضان ورعاية المواهب في أشكال الفنون كلها، وبدأ عمله في 2017، ليخدم الموهوبين، ومنهم شباب رياضة الباركور.

يقول الهجين لصحيفة "فلسطين": "المركز كان يدعم الفئات العمرية كافة من الأطفال، والشباب وكبار السن، والدورات التي تقدم في المركز تشمل تعليم الكثير من المهارات، مثل: الفنون الرياضية كالباركور، والسكيت والسيرك، وكذلك تعلم العزف على الآلات الموسيقية كالجيتار، والأورغ، والكمنجا".

ويضيف: "المركز الثقافي الفلسطيني لم يغفل أيضًا التركيز على نشر التراث الفلسطيني بكل أشكاله، وكان على رأسها تعليم الفتيات التطريز الفلاحي وكيفية صناعة الثوب الفلاحي بشكل كامل، إضافة إلى تعليم نقش الحنة للفتيات".

دورات هدف من ورائها إلى أن يستفيد من يأخذها على الصعيد الشخصي، وأن تمهد له لفرصة عمل، ولو من المنزل أو على صعيد الأشخاص المقربين منه، وهذا ما تحقق من الدورات التي كانت تعقد في المركز.

ويلفت الهجين إلى أن المركز قدم دورات في تعليم العزف على الآلات الموسيقية التي دُمرت بشكل كامل في إثر قصف البرج، إضافة إلى فقدانه مئات الأعداد من مجلة ثقافية إعلانية كان قد طبعها في شباط (فبراير)، وبدأ توزيعها في المدة السابقة، إضافة إلى تدمير أجهزة (لابتوب)، وكاميرات تصوير، وأثاث مكتبي.

ويشير إلى أنه كان قد عمل على تجديد وتجميل المركز استعدادًا لاستقبال أصحاب المواهب بعد شهر رمضان، لتكون الأيام التي سبقت تدميره هي آخر الأيام الجميلة له في ذلك المكان الذي لا يزال يحتفظ بصوره بداخله وهو يعيد دهان جدرانه بيده، ولم يتمكن الهجين حتى من استخراج أوراقه المهمة.

ورغم مرور أقل من شهر على العدوان على القطاع عاد الهجين لعمله في رسالة تحدٍّ للاحتلال، واتخذ مقرًّا جديدًا لمركزه الذي يحلم باحتضان مزيد من المواهب في قطاع غزة، وأن يوفر مكانًا لتطوير وتعزيز كافة القدرات والمواهب.