فلسطين أون لاين

ما قل ودل

يجب تبييض السجون

أفادت هيئة شؤون الأسرى والمحررين بأنه منذ تاريخ "النكسة" في الخامس من حزيران عام 1967، تم تسجيل نحو مليون حالة اعتقال، بينها أكثر من 17 ألفا من الفتيات والنساء والأمهات، وما يزيد على 50 ألفا من الأطفال، وأوضحت الهيئة أن جميع من مرّوا بتجربة الاعتقال من الفلسطينيين، كانوا قد تعرضوا - على الأقل - إلى شكل من أشكال التعذيب الجسدي أو النفسي والإيذاء المعنوي والمعاملة القاسية.

وفيما يتعلق بسياسة الاعتقال الإداري، أوضحت الهيئة أن عدد قرارات الاعتقال الإداري منذ عام 1967 تقدر بأكثر من (54.000) قرار بين قرار جديد وتجديد للاعتقال الإداري.

كما بينت أنه منذ الخامس من حزيران 1967 ارتقى نحو (226) أسيراً شهداء في سجون الاحتلال.

فمنذ أن وَطِئت أقدام الاحتلال الصهيوني أرض فلسطين، وفي محاولة منه للسيطرة على شعبنا وإخضاعه بشتى السبل غير المشروعة، افتتح المحتل السجون والمعتقلات التي لا تتوافق مع أبسط قواعد حقوق الإنسان، منها السري ومنها المعلن، ليزج بمئات الآلاف من رجال ونساء وشباب وأطفال فلسطين في ظروف اعتقالية أقل ما يقال عنها إنها عنصرية تسعى إلى طمس شخصية المعتقل، وإخضاعه لشتى ألوان العذاب منذ أن يقع بين أيدي جنود الاحتلال وضباط مخابراته، مثل التعذيب الجسدي الذي لا يخرج منه المعتقل إلا بمرض مزمن، أو عاهة دائمة، عدا عن العزل الانفرادي وأصناف العذاب النفسي الذي يترك آثاره السيئة في المعتقل ما بقي له من الحياة.

إن قضية الأسرى في سجون الاحتلال هي بحق من أخطر قضايا الصراع بيننا وبين المحتل، والتي يجب على كل حركة أو تنظيم مقاوم أن يسعى بشتى السبل لإيجاد حل يستطيع من خلاله أن ينهي معاناة خمسة آلاف أسير منهم النساء والأطفال والمرضى والمسنون يختطفهم المحتل في محاولات رخيصة لابتزازهم وإخضاعهم لإرادته.

إن قضية الأسرى في سجون الاحتلال الصهيوني لا يمكن أن يتم تناولها كردات فعل حول بعض الانتهاكات التي تصل إلى وسائل إعلامنا، أو هبات موسمية كيوم الأسير الفلسطيني، إنما تتطلب من جميع الفعاليات والفصائل وأبناء شعبنا في الداخل والخارج أن يتم تشكيل هيئات ولجان ومنظمات تسعى إلى تفعيل قضية الأسرى وجعلها القضية الحاضرة أمام جميع المنظمات والمؤسسات العالمية، ويتم حملها مع أي مسئول فلسطيني يغادر أو يستقبل أيا من الوفود أو المسئولين أو الشخصيات العربية أو الأجنبية، في محاولة لجعلها قضية رأي عام عالمي نستطيع من خلاله أن نخفف العذاب عن أسرانا داخل سجونهم، ونسعى بشتى السبل لتبييض السجون حتى آخر أسير يعاني.