فلسطين أون لاين

لدعم فلسطين.. كيف يتحقق أوسع انتشار للوسوم في مواقع التواصل؟

...
غزة/ صفاء عاشور:

برزت في المدة القليلة الماضية على الساحة الفلسطينية أهمية الوسوم أو "الهاشتاج" في المعركة الإلكترونية مع الاحتلال الإسرائيلي، فكان وسم #أنقذوا_حي_الشيخ_جراح و#غزة_تحت_القصف من أكثر الوسوم انتشارًا.

ويعتمد الصدى الذي تحظى به هذه الوسوم على استخدام رواد مواقع التواصل الاجتماعي لها استخدامًا.

خبير تقنية وأمن المعلومات م. أشرف مشتهى يؤكد أن الوسوم هي عبارة عن أداة متمثلة في استخدام رمز الوسوم (#) لزيادة تفاعل مستخدمي التواصل الاجتماعي، ليكون هناك حوار متبادل بين مستخدمي الوسم الواحد.

ويبين لصحيفة "فلسطين" أن الوسوم تساعد في نشر قضية محددة، وتبرز أهمية استخدامه في التحشيد وتقديم النصرة للقضية، إذ أصبح الوسم عنصرًا مهمًّا في تنظيم التظاهرات والمسيرات في كل دول العالم، ويشكل عنصر ضغط على الحكومات والشركات والأفراد.

ويقول مشتهى: "الوسم يحتاج إلى عمل جماعي لاستخدامه ونشره وإبراز قضية معينة، وكلما زاد عدد المشاركين زادت قوته وصداه على مستوى أوسع، كما يجب التركيز على محتوى متنوع بين النصوص، والصور، ومقاطع الفيديو التي تدعم الفكرة أو القضية".

وحتى تستخدم الوسوم بيسر "يجب اختيار الكلمات بسيطة، غير معقدة، سهلة، محفزة للاستخدام، وأن يتكون باللغة الإنجليزية لنشرها بشكل أوسع على مستوى العالم"، وفقًا لحديث مشتهى.

ويلفت إلى أن إدارة (فيس بوك) وبعض منصات التواصل الاجتماعي تحارب المحتوى الفلسطيني وتتبنى رواية الاحتلال الإسرائيلي، لذلك كان لا بد من إيجاد وسائل وأدوات لتجاوز عقبات النشر، بالابتعاد عن الكلمات التي يمكن أن تتسبب في حذف وتعليق الحسابات، أو تغيير بعض الحروف بها أو تجزئتها.

ويذكر أن تغيير الكلمات بشكل مختلف مع إيصال المعنى ساهم إلى حد بعيد في عملية تجاوز العقبات التي يمكن أن تستهدف حسابات المستخدمين وتغلق صفحاتهم، كما يمكن استخدام الأدوات التقنية والأدوات التي يمكن استخدامها في هذا السياق.

أما الأخطاء التي قد يقع فيها مستخدمو الوسوم فيبين أن من أبرزها: ترك مسافة بين إشارة السلم والكلمة التي تليه، ما يؤدي إلى عدم الكتابة على الوسم نفسه، أيضًا استخدام أكثر من كلمة في الوسم دون وضع إشارة الناقص السفلية.

ويضيف: "استخدام وسوم كثيرة يزيد عددها على ثلاث أو أربع وخمس هو من الأخطاء البارزة، وحدًّا أقصى يفضل اختيار وسمين فقط من أجل التركيز على القضية التي نريد التحشيد لها".

وينبه مشتهى إلى أنه يجب عدم استخدام الوسوم في التعليقات؛ فهي لن تظهر ضمن عناصر المنشورات التي ظهر فيها هذا الوسم، فيجب استعمالها في المنشورات لا التعليقات على منشورات الآخرين.

الوسوم الداعمة لفلسطين

من جانبه يوضح اختصاصي الإعلام الاجتماعي م. سمير النفار أن هناك هجمة شرسة على الوسوم التي تدعم القضية الفلسطينية، وتقييد وحذف الحسابات الشخصية، خاصة على (إنستغرام) الذي كان يحذف حساب أي شخص يضع وسم المسجد الأقصى، في المدة الماضية.

ويبين لصحيفة "فلسطين" أن الموقع نفسه (إنستغرام) قيد ميزة البث المباشر التي آتت أكلها في أحداث حي الشيخ جراح والعدوان على قطاع غزة رغم القيود التي وضعها، كما حذفت شركة (فيس بوك) وقيدت حسابات نشطاء، ما حدا بعشرات الآلاف إلى تقييم الشركة سلبًا.

ويقول النفار: "عند اختيار أي وسم يهدف لدعم القضية الفلسطينية يجب تحقيق عدد من الشروط لضمان نجاحه، ومن أهمها أن يكون الوسم واضحًا، مختصرًا، ويفضل اختياره بعناية بعيدًا عن تعقيدات إملاء اللغة العربية ما أمكن".

ويفسر: "وسم #أنقذوا يختلف عن #أنقذو، فالوسوم الطويلة التي تحتوي على عدد كبير من الكلمات أو الحروف عادة ما يصعب تذكرها، كذلك يُسمح للجمهور بارتكاب أخطاء إملائية في أثناء كتابة الوسم، ناصحًا ألا يزيد الوسم على 14 حرفًا حدًّا أقصى".

ويتابع: "كما يجب الحرص على عدم تعدد الوسوم للقضية ذاتها، فيكفي وسم واحد باللغة العربية وآخر باللغة الإنجليزية، إذا لزم الأمر، وذلك لسببين: الأول: أن التغريدة يفضل أن تحتوي على وسمين حدًّا أقصى، وهذا يفيد في زيادة وصولها بنسبة 21% بحسب قوانين (تويتر)، ولا تنسحب هذه القاعدة على منصات التواصل الاجتماعي الأخرى".

والسبب الثاني -وفقًا لإفادة النفار- أن تعدد الوسوم يشتت القضية ويضعف انتشارها، كذلك يعيق أرشفتها على خوادم (تويتر) ويصبح من الصعب الرجوع لها مستقبلًا، كما يفضل أنسنة القضايا، وتناول الجوانب الإنسانية للقضية، ما يزيد احتمالية التفاعل مع القضايا بشكل كبير.

ويشدد على أهمية اختيار قضايا وطنية غير مختلف فيها، والتوجه نحو مخاطبة نشطاء عرب وأجانب لتوسيع دوائر النشر وعدم اقتصارها على مخاطبة الجمهور المحلي، مشيرًا إلى أهمية الإبداع الميداني في تنظيم فعاليات تحفز على التضامن الشعبي وبالتالي زيادة النشر على الوسوم الوطنية.

ويكمل: "كما يمكن ابتكار أساليب إلكترونية مساندة للتفاعل، مثل الدعوة لتوقيع عريضة إلكترونية، واستخدام البث المباشر على (فيس بوك) و(إنستغرام)"، محذرًا من التراجع عن العمل على هذه الوسوم التي يجب أن تتصدر الحملة المراد التركيز عليها قائمة الأكثر تداولًا (التريند) باستمرار.

ويشير النفار إلى أنه يمكن تحقيق ذلك بالنشر المكثف في وقت قصير ومركز، ومشاركة أكبر عدد من الحسابات والأسماء المتعددة، والنشر من عدة مناطق جغرافية داخل الدولة وخارجها في وقت قصير ومركز، ومحاولة إشراك الحسابات الموثقة بالعلامة الزرقاء.

ويذكر أن ثمة أخطاء يجب تجنبها عند استعمال الوسوم في مواقع التواصل الاجتماعي، منها: عدم النشر بشكل مكدس من الحسابات نفسها بشكل يوحي لـ(تويتر) أن التغريد آلي، لأن ذلك يضعف الوصول على الوسم، وقد يلجأ (تويتر) إلى حذفه تمامًا، كما يجب ألا يحتوي الوسم على كلمات تعدها تلك المواقع "انتهاكًا للمعايير".