أكد رئيس قسم جراحة التجميل والحروق بمجمع الشفاء الطبي الطبيب ماهر سكر، أن طبيعة الإصابات التي تعاملت معها الفرق الطبية المختصة من الحروق والتهتكات، تدلل على استخدام جيش الاحتلال الإسرائيلي أسلحة ومواد غريبة في عدوانه العسكري على قطاع غزة لمدة 11 يومًا في المدة ما بين 11-21 مايو/ أيار المنصرم.
وقال سكر لصحيفة "فلسطين": إن غالبية الإصابات التي وصلت إلى القسم كانت عبارة عن جروح غائرة في أجساد المصابين، وحروق بنسب تصل إلى 90 بالمئة، إضافة إلى تهتكات في الجلد والأنسجة.
وأضاف أن الحروق التي أصابت أجساد المصابين لم يُتعرف على سببها الحقيقي، سوى أن ذلك يدلل على استخدام أسلحة غريبة في قصف المدنيين، مردفًا أن معظم الحالات كانت حروقها عميقة، وعند التعامل معها يهيأ للطبيب أنها حروق سطحية لكن بعد إدخال المصاب عملية تنظيف سطحي، يتبين لاحقًا وكأن الطبيب لم يفعل شيئًا في تنظيف الحرق، ويعود الجرح مجددًا بحاجة لعمليات تنظيف أعمق.
ونبَّه إلى أن ذلك ناتج عن أن المواد في القنابل التي ألقت بها المقاتلات الحربية الإسرائيلية فوق رؤوس المدنيين تحتوي مواد متفجرة تعمل على تآكل أجساد المصابين بمرور الوقت.
ودلل على ذلك بأن مصابين بالحروق لم تشفَ جراحهم منذ وصولهم المستشفى في بداية العدوان، في حين أن الوقت الطبيعي لشفاء حروق الدرجة الثانية والثالثة يحتاج إلى ما بين 10 أيام إلى أسبوعين.
وأضاف أن "أنواع الجروح التي وصلت إلينا عجيبة جدًّا، وخاصة التهتكية في الأنسجة والجلد، وعند التعامل معها يظهر للأطباء مدى عمق الإصابة الغائر في جسد المصابين، إذ يصل إلى العظام في أحيان كثيرة".
وأشار إلى أن العمل الفعلي في معالجة وترميم الحروق وجروح مصابي قسم الحروق يبدأ بعد انتهاء العدوان وليس خلاله، ومع ذلك تبدأ الحرب النفسية في نفوس الأطباء بسبب ما يرونه من إصابات وجروح غائرة في أجساد المصابين.
وشدد على أن طبيعة الإصابات وحالة جثامين الشهداء التي وصلت إلى المستشفيات ومدى الحروق والجروح الغائرة والتقطيع في أجسادهم أمر لا تقبل به قوانين الإنسانية جمعاء، لافتًا إلى عدد من الحالات المصابة في العدوان وصلت إلى قسم جراحة التجميل والحروق بحالة حرجة وتوفيت بعد مرور ساعات فقط.
وذكر أن الفرق الطبية العاملة في القسم تلقت إشادة بعملها من مؤسسات طبية معروفة عالميًّا، ومنها ألمانية، وذلك بعد الحروب التي مر بها قطاع غزة، إذ أخبرت فرق طبية أجنبية نظيرتها بغزة أن ما بذلوه من جهد في التعامل مع الإصابات الحرجة لم يشاهدوه في بلادهم وقد قدموا كل ما يلزم لإعطاء المصاب حقه الطبي.
ونبه إلى أن ذلك يتزامن مع نقص كبير في المعدات والإمكانات الطبية والموارد المادية التي لها دور كبير في إنقاذ حياة مصابي العدوان من الموت والحروق والتهتكات، وتجميلها، لافتًا إلى أن موارد مادية لعلاج الحروق وتجميلها لا تتوفر بغزة على الإطلاق بسبب ارتفاع ثمنها وحاجتها إلى مختبرات وإمكانات خاصة لحفظها من التلف.