بعد نصر "سيف القدس" الأخير الذي حققتهُ غزة بمجاهديها وجماهيرها، ما عاد لثقافة الهزيمة من ساحة تلعب فيها على هواها.
حقيقة، كان النصر مدويًا، "وأسمعت كلماته من به صَمَمُ".
أما من اعتادوا شق الجيوب ولطم الصدور، بمناسبة وبغير مناسبة، وقد وجدوا آذانًا تسمع، وعيونًا تقشع؛ فقد آن الأوان للطم وجوههم، وسمل عيونهم، وجدع أنوفهم، وصلم آذانهم، طهرة لهم، تأخذ بهم إلى الويل في الدنيا، وقرار السعير في الأخرى.
لم تعد الأمة تطيق رؤية وجوههم القميئة، وسماع نهيقهم وحشرجات أصواتهم.
إنها بحق لغة تليق بعصر الهجاء والعهر والشتيمة، التي رانت طويلًا من الأمد على مسامعنا وحياتنا، تشيع فينا الخنوع والاستسلام، والذل والهوان، وكأننا قطعان أنعام، بلا قيم ولا أخلاق، أو إحساس.
لن أسترسل كثيرًا في تعداد أوصافهم، وفي إحصاء مفردات معاجمهم، حتى لا أفقدهم شيئًا مما يستحقون.
نعم، إن لغة "سيف الله" قد باتت لغة ثقافة العصر والمستقبل، بكل ما يحمل من انتصارات وآمال وأمنيات، ثقافة النصر.
إذن، مرحبًا بثقافة أيار – ثقافة سيف القدس– بحلاوتها وطلاوتها، وقيمها، وزيناتها، وفلكلورها الأصيل، المضمخ بعبق التاريخ، وأريج الحياة والعزة والكرامة.
وإلى جملة بيارق النصر، ومشاعل ثقافته، أدعو إلى مزيد من الإيمان، بمفردات صناعة الحرية والتحرير، للقضاء على موبقات وآفات أعداء الحياة.
وإنه لمن نافلة القول أن نتذكر أن جحافل قطعانهم كبيرة، وأن تمويلاتهم من كل شياطين الإنس والجن في كل أصقاع الأرض، وتحت كل سماء.
لكنهم رعاديد جبناء، بكل تأكيد، يمكن اجتثاث شأفتهم حتى لو لاذوا بكل مواخير وجحور واشنطن ولندن وباريس، ومزابل المطبعين، وإخوان الشياطين.
المنازلة الكبرى آتية، لا ريب فيها، مع دهاقنة وأسياد الشياطين، وقد كرهتهم كل أصقاع الأرض التي امتصوا دماء بنيها، وعاثوا فيها فسقا وفجورًا، وخرابًا ودمارًا.
يا غزة، أخبري كل من له ثأر أن يعد ويستعد، للمنازلة الموعودة، مع كل هؤلاء، من آفات الحياة من بني صهيون وشركائهم في الرذيلة والشرور والآثام.
إن مدرسة العروبة والإيمان في غزة قد قلدت أوسمة "سيف القدس، وملحمة فلسطين" لكل الشرفاء والأحرار في كل العالم، نياشين وأوسمة عز وفخر، مع أسمى درجات الفكر والعبقرية، في عالم ثقافة النصر والحرية، محصنة من كل خوف، أو وجل.
وإنها لثقافة النصر، ولا ألف لا لثقافة الهزيمة، وإنه لعصر "سيف القدس، وملحمة فلسطين".