شرع مستوطنون، صباح اليوم الاثنين، بتمديد خطوط مياه نحو أراضي المواطنين في منطقة وادي الفاو بالأغوار الشمالية.
وأفاد رئيس مجلس قروي المالح مهدي دراغمة أن المستوطنين شرعوا بتمديد خطوط مياه بلاستيكية من مستوطنة "مسكيوت" باتجاه أراضي المواطنين في منطقة وادي الفاو جنوب عين الحلوة، بهدف الاستيلاء عليها.
وتعد عين الحلوة من التجمعات البدوية التي تتبع منطقة وادي المالح، وتبعد عن محافظة طوباس 20 كيلومترا، وكان الأصل في تسميتها موقعها الذي يتميز بالمناخ الدافئ ووجود عين ماء حلوة فيها.
كما أن وفرة المياه في عين الحلوة جعلتها من المناطق الزراعية والرعوية المرغوبة عند كثير من المزارعين في المحافظة.
ونظرًا لموقعها المميز الذي جعل منها محط أنظار وأطماع المخططات الاستيطانية، عمل الاحتلال على تعزيز وجوده فيها من معسكرات ومراكز تدريب، حتى أصبحت المنطقة محاصرة بالمستوطنات.
ويحد عين الحلوة من الشرق مستوطنتي "مخولا" و"مسكيوت "، ومن الشمال الشرقي مستوطنة "روتن" وعدة معسكرات للتدريب.
ويعيش سكان المنطقة حياة بائسة وسط ظروف بدائية وبسيطة، بسبب سياسات الاحتلال الذي يفرض قيوداً مشددةً عليهم، ويرفض منحهم تصاريح بناء حتى لو كانت خيمة يتم هدمها.
ويسكن المنطقة نحو 50 مواطنًا في خيام من الخيش وشوادر البلاستيك التي لا تقيهم برد الشتاء وحر الصيف، وكذلك أغنامهم وأبقارهم، ويعتمدون على الرعي والزراعة.
وتفتقر عين الحلوة لكافة الخدمات الصحية، ويضطر المريض لاستئجار مركبة خاصة بتكاليف باهظة للسفر لمدينة طوباس من أجل العلاج.
وفي مطلع مارس العام الماضي، سلم الاحتلال أهالي المنطقة إخطارات وبلاغات لتحويل المنطقة إلى عسكرية مغلقة، وحذرهم من التجول فيها وحتى الاستفادة من أراضيها.
وبموجب هذه القرار التعسفي فسوف يصادر الاحتلال على 3000 دونم من أراضي منطقة عين حلوة وتشريد سكانها، على الرغم من امتلاكهم وثائق رسمية تثبت ملكيتهم للأراضي الزراعية في المنطقة قبل وجود الاحتلال.
وتشكل منطقة الأغوار التي تبلغ مساحتها قرابة 720 ألف دونم، 30% من مساحة الضفة الغربية، ويعيش فيها حوالي 50 ألف فلسطيني، بما فيها مدينة أريحا، وهو ما نسبته 2% من مجموع السكان الفلسطينيين في الضفة، بحسب إحصائيات فلسطينية رسمية.
وتُقسم مناطق الأغوار إلى ثلاث مناطق على النحو التالي: (أ) وتخضع لسيطرة السلطة الفلسطينية ونسبتها 7.4% من مساحتها الكلية، (ب) وهي منطقة تقاسم مشتركة بين السلطة الفلسطينية و(إسرائيل) ونسبتها 4.3%، ومناطق (ج) وتخضع لسيطرة إسرائيلية كاملة وتشكل أكثر من 88% من المساحة الكلية.
وتقام على مناطق الأغوار الفلسطينية 31 مستوطنة إسرائيلية، غالبيتها زراعية، ويسكنها أكثر من 8 آلاف مستوطن.
وأنشأت (إسرائيل) في تلك المناطق 90 موقعًا عسكريًا منذ احتلالها عام 1967، وهجرت أكثر من 50 ألف فلسطيني منذ نفس العام.
ويمثل غور الأردن جزءًا حيويًا باعتباره سلة غذاء الضفة الغربية وحدود فلسطين الشرقية التي تربطها مع المملكة الأردنية.