استنكر قياديان سياسيان تصريحات مدير عمليات "الأونروا" في غزة التي بررت اعتداءات الاحتلال، داعين إلى حراك شعبي للمطالبة بإقالته من منصبه.
وأكدا خلال مؤتمر للنقابات المهنية، أمس، بشأن دورها في نصرة القدس ودعم غزة، على ضرورة دعم العرب والمسلمين لإعمار غزة.
وفي وقت سابق، اعتبر شمالي، الاثنين الماضي، للقناة (12) العبرية أن هناك دقة عالية في قصف جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال معركة "سيف القدس"، حيث إن (إسرائيل) لم تقصف أهدافا مدنية إلا ببعض الاستثناءات، حسب وصفه.
وحدة شعبنا
وأكد رئيس تجمع النقابات المهنية الفلسطينية سهيل الهندي أن وحدة شعبنا خلال معركة "سيف القدس" لا بد أن يبنى عليها، عندما خرجت كل المناطق الفلسطينية على قلب رجل واحد فأرسلت رسالة نارية للاحتلال الإسرائيلي أن شعبنا يد واحدة.
وقال: "ما حدث خلال المعركة يستدعي توقف التنسيق الأمني وانتهاء أوسلو وأن ترفع السلطة قبضتها الأمنية عن الضفة الغربية، لكي تثور على الاحتلال".
وخاطب الأمتين العربية والإسلامية وأحرار العالم، بالقول:" فلسطين ليست للفلسطينيين فقط بل هي للعرب والمسلمين وكل حر في هذا العالم، قفوا إلى جانب شعبها وزودوهم بالأموال والعتاد".
وطالب النقابات المهنية العربية بدعم النقابيين الفلسطينيين في القدس والضفة، معربًا عن أسفه للتصريحات المخزية لمدير عمليات "الأونروا" ماتياس شمالي، قائلاً: "وقعت هذه التصريحات كالصاعقة على قلب كل فلسطيني، فهي مرفوضة ومستنكرة، وهي خنجر في خاصرة القضية الفلسطينية".
وعدّ اعتذار "شمالي" غير كاف، "ويجب عليه أن يكفر عن خطيئته لوقوفه إلى جانب الاحتلال بتبرير عملية قتل عشرات النساء والأطفال".
بدوره أكد ممثل الفصائل الوطنية والإسلامية القيادي في حركة الجهاد الإسلامي خالد البطش أن الاحتلال أراد بعدوانه أن يحسم أمر سيطرته الدينية على القدس المحتلة، فلبت المقاومة أصوات الحرائر والراهبات اللاتي اعتُدي عليهن.
وقال: "جاء رد المقاومة من باب رد الكرامة وحماية الأرض هناك، ولو عرف الاحتلال أن نتائج المعركة ستكون بهذا الشكل لما خاضها، لكنها عنجهية اليمين الإسرائيلي".
وذكر البطش أن المعركة وضعت الشعب الفلسطيني على مسار التحرير والعودة، فهي لم تكن لكسر الحصار على غزة أو لتحسين شروط حياة الناس فيها، "فالمقاومة وعلى رأسها قادتها الشهداء وضعونا على طريق النصر رغم الشدة والحصار الذي نعيشه الذي دفعنا لبناء سلاحنا بأيدينا ووضع حد للغطرسة الإسرائيلية".
وتابع: "نتائج المعركة أنهت عملياً "سيادة الاحتلال على القدس" فمنعت المستوطنين من "مسيرة الأعلام" وأسقطت "صفقة ترامب" وأن القدس عاصمة فلسطين وما زالت محل صراع".
وأشار البطش إلى أن المعركة مع الاحتلال لم تنتهِ، "لكننا رسخنا لعدم انتهاء أي معركة مقبلة إلا بشروطنا وبوقف إطلاق نار متبادل ومتزامن نلتزمه ما التزمه الاحتلال".
وأضاف: "لن نسمح للاحتلال بفرض شروطه سواء بتحييد غزة عن الصراع أو حصر سلاحها فيها أو عدم تدخلها في القضايا الوطنية، فهذه المعركة أثبتت أن السلاح في غزة قاتل في القدس و"رامون" والخضيرة و"هرتسيليا" وكل مكان في فلسطين".
وأكد البطش أن المعركة أثبتت أن فلسطين لا تقبل القسمة على شعبين، داعيا العرب والمسلمين لدعم إعمار غزة وعدم السماح للاحتلال وأعوانه بمعاقبة من هدمت بيوتهم مرتين ودعمهم بالمال والسلاح.
وشدد على أن تصريحات "شمالي" وتدخله بالشأن السياسي بشكل منحاز للاحتلال هو تدخل في غير محله وخروج عن المألوف، وطالبه باسم القوى الوطنية والإسلامية بالرحيل عن منصبه.