حذرت دراسة علمية نشرتها المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، من أن العالم مقبل على تسجيل درجة حرارة قياسية مؤقتاً خلال السنوات الخمس المقبلة، بواقع 1.5 درجة مئوية عن مستويات ما قبل عصر الصناعة، في احتمال قدره خبراء بنحو 40 في المئة.
ويأتي التحذير بناء على نمذجة أجراها مكتب الأرصاد الجوية البريطانية، وباحثو المناخ في 10 دول، بما في ذلك الولايات المتحدة والصين. وفي العقد الماضي، قدر علماء أن فرصة وصول أي عام إلى حد 1.5 درجة مئوية كانت 20٪ فقط، لكن التقييم الجديد يضع الخطر حالياً عند 40٪، وفق ما نشرت وسائل إعلامية أجنبية.
وتشير الدراسة إلى أن السنوات الخمس المقبلة ستشهد على الأرجح ارتفاعاً في درجات الحرارة بمقدار درجة مئوية واحدة على الأقل، لكن ذلك سيكون بشكل مؤقت.
وأشار باحثون إلى أن هناك احتمالاً بنسبة 90 %، لأن تصبح سنة واحدة من تلك السنين هي أشد السنوات حرارة على الإطلاق متجاوزة درجات 2016. وتوقع التقرير زيادة احتمال حدوث أعاصير مدارية في المحيط الأطلسي، والساحل الإفريقي وأستراليا، وأن يكون جنوب غرب أمريكا الشمالية أكثر جفافاً.
لكن ذلك لن يستمر طويلاً؛ إذ يؤكد خبراء أن السنوات القليلة التالية قد تكون أكثر برودة قليلاً، وقد يمر عقد آخر أو عقدان أو أكثر قبل تجاوز حد 1.5 درجة مئوية بشكل دائم.
من جهته، قال كبير علماء مكتب الأرصاد الجوية، ليون هيرمانسون، إن مقارنة درجات الحرارة المتوقعة مع درجات 1850-1900 تظهر ارتفاعاً واضحاً. وتابع: «يعني ذلك أننا نقترب من 1.5 درجة مئوية - لم نصل إليها بعد لكننا نقترب. الوقت ينفد للعمل القوي الذي نحتاج إليه الآن».
وقال الأمين العام للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية، بيتري تالاس في بيان، إن هذا يؤكد «أننا نقترب بقوة وسرعة من ذلك الحاجز». ووصف الدراسة بأنها «جرس تنبيه آخر» يحث على الحد من الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري.
وكانت اتفاقية باريس حددت الهدف المتمثل في إبقاء الزيادة في متوسط درجة الحرارة العالمية لا تزيد على درجتين مئويتين، ومحاولة عدم تجاوز 1.5 درجة مئوية.
ويأتي التقرير، في وقت بدأت قضية التغير المناخي تطرح نفسها بشدة على أجندة دول العالم، ومن المقرر مناقشتها في قمة في جلاسكو في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل.