خط الجهاد والمقاومة للتحرير ليس لفلسطين وحدها بل لتحرير الأمة وصد الغزو الأجنبي.. الإسلام الجهادي والمقاوم رأس الرمح دائمًا وقائد لخيار المقاومة والجهاد والشجاعة للتحرير، وراية الإسلام لواء الوحدة للتحرير.
هذا ليس بجديد.. أليست راية الإسلام المجاهد هي التي صدت التتار والمغول؟ أليست عين جالوت مقدمة فتح القدس من الصليبيين كما كانت اليرموك في صد الروم وكانت القادسية في صد الفرس؟ ولا ننسى فتح القسطنطينية، وكل حركات التحرر والاستقلال العربية. إذًا فلتكُن معركة سيف القدس المباركة إيذانًا بوحدة الأمة المجاهدة لتحرير فلسطين كل فلسطين عنوانًا لنهضة أمة العروبة والإسلام.
إن معركة سيف القدس المباركة أعادت المشروع الإسلامي والقومي المقاوم في مواجهة المشروع الصهيوني الغربي الإمبريالي وصنيعته الكيان الصهيوني المسمى (إسرائيل).
القدس والمسجد الأقصى في سلم الأولويات وحق التحرير والعودة المقدس وحدت الكل الفلسطيني المقاوم، قلعة المقاومة غزة والضفة الباسلة والداخل فلسطين ١٩٤٨ وفلسطينيي الخارج.
حركت "سيف القدس" العقل الجمعي الجهادي الفاعل عند الأمة الإسلامية والعروبية وجعلت الشارع العروبي والإسلامي: باكستان، إيران، الأردن، تركيا، العراق، لبنان، مصر، إلخ، يغلي وأداة من أدوات الضغط السياسي الذي ينذر بل يبشر بالتغيير.
الوضع الدولي في تحول بما يخص قضية فلسطين. مؤسسات المجتمع المدني ومنظمات حقوق الإنسان تؤثر بشكل متصاعد في أصحاب القرار السياسي. أوروبا تعد كل المستوطنات ومحاولات تهويد الأقصى والشيخ جراح أمرًا غير قانوني، والولايات المتحدة الأمريكية الحليف الاستراتيجي للعدو الصهيوني في حالة ارتباك، والمطبعين والمهرولين في وضع موحل للغاية، وحالة العدو الصهيوني المسمى (إسرائيل) الداخلية في ارتباك جديد، تحسبهم جميعًا وقلوبهم شتى نتيجة للفعل الصاروخي المقاوم الذي ركعهم بشكل لم يسبق له مثيل.
إن هذه المرحلة تتطلب منا جميعًا أهل الجهاد والمقاومة لتحرير فلسطين كل فلسطين أن نوحد الموقف والانتباه لما يحاك لخط الجهاد والمقاومة.
للأسف واضح أن البعض غير قادر على أن يستوعب أن وحدة الكل الفلسطيني وخط الجهاد والمقاومة لتحرير فلسطين كل فلسطين هي عنوان المرحلة وأن معركة سيف القدس بكل كتائبها هي قائدة المرحلة. إن الكثير بعد هذا الصمود الجهادي المقاوم بدأ طنين ذبابه الإلكتروني لإعادتنا إلى مربع التسويات الهزيلة واتفاقياتها الكارثية والتشكيك بقصة "هايفة" هنا وهناك تحصل أو حصلت وربما لم تحصل، إن معركة "سيف القدس" المباركة تتطلب من الجميع إعادة تقييم المرحلة السابقة ودراسة الحقائق على الأرض وعمل برنامج وطني مقاوم وتفعيل المشروع الوطني الفلسطيني المقاوم لتحرير فلسطين كل فلسطين ومقاومة المشروع الصهيوني الغربي الإمبريالي.
إن الشارع الإسلامي والقومي يغلي والموقف السياسي المناصر للقضية الفلسطينية إلى حدٍّ ما أفضل، ونتمنى أن يتصاعد أفضل. وإن معركة سيف القدس المباركة زلزال سياسي سيحدث تغييرًا في العمق القومي والإسلامي.
وما أرى أنه ظاهرة صحية وعمل رائع أن المقاومة أعدت وتحالفت مع دول الإقليم والعمق القومي والإسلامي وكان العامل الذاتي هو الأهم. فتشكر إيران وتشكر تركيا وكل من له موقف إيجابي وكل حسب ما قدم.
الميزان الدولي مرتبك وغير مستقر، ولكنه يتجه نحو مصلحة خط الجهاد والمقاومة لتحرير فلسطين كل فلسطين.
أود أن أتوقف عند فكرة لطالما رددها البعض من المنتسبين لفصائل المقاومة الفلسطينية والتي تحولت من الكفاح المسلح إلى المفاوضات وقبولها بمقاسمة فلسطين مع العدو بنسبة تميل لصالح العدو من أرض فلسطين التاريخية بعد أن مرروا علينا فكرة أن هذا هو الممكن في ظل التوازنات الاستراتيجية والتوجهات العربية والدولية وأن السلام هو مرحلة سيأتي اليوم بعد ذلك لتعود الثورة لتحرير فلسطين التاريخية.
وهذا السيناريو الذي لم نكن مقتنعين به مطلقًا وعلى مضض راقبناه، وراقبنا هذه الخطة التفاوضية المقيتة أكثر من ثلاثين عامًا التي لم تحقق حتى الحد الأدنى الذي لا يقبل به شريف واحد.
ويتراجع بعض المتحمسين الآن بحمد الله لفكرة البرنامج المرحلي وفكرة الدولتين وهذا يوفر حاضنة ممتازة للكفاح المسلح وارتفاع مستوى المطلب الفلسطيني إلى فكرة عودة فلسطين التاريخية، وهنا يجب قراءة ثورة الإخوة الفلسطينيين من أبناء المدن والقرى التي احتلت عام ١٩٤٨ قراءة معمقة في المعركة ودورهم المشرف والتاريخي في معركة سيف القدس.
نحترم جميعنا تاريخ جميع الفصائل وشهداء الواجب الذين رووا بدمائهم أرض فلسطين المباركة، لكن لا يجب أن نقبل من أي منبطح ينتمي لفصيل مفاوض أن يظل يعيش على أمجاد ماضي التنظيم وكلما انتقد خط الانبطاح يطل علينا بعبارات "نحن كنا" و"نحن عملنا" و"نحن منا الشهيد الفلاني والعلاني".
طبعا جميعنا نصغر أمام ظفر أي شهيد بطل هو أكرم منا جميعًا، لكن هذا الشهيد البطل الذي قدم روحه رخيصة لأجل تحرير فلسطين التاريخية لا يجب أن يستخدم من منبطحين كورقة تفاوض.
وهنا أحذِّر الإخوة في حماس والجهاد والجبهة الشعبية والديمقراطية وكتائب الأقصى في قطاع غزة وغيرها من الكتائب المجاهدة والمقاومة من أن يسمحوا بأن تستخدم الدماء الزكية التي سالت في فلسطين التاريخية ورقةَ مفاوضات عبثية للحلول الانبطاحية التي لا تليق بتضحيات الشعب الفلسطيني البطل. شعارنا: "فلسطين كلها يعني كلها من النهر إلى البحر".
لذا المطلوب التأكيد والعمل الجاد جدًّا والآن على وحدة خط الجهاد والمقاومة لتحرير فلسطين كل فلسطين.
الإخوة في حماس والجهاد الإسلامي خصوصًا يتعرضون لضغوطات وشيطنة كبيرة من أصحاب التفريط والمساومة.. إن حماس والجهاد وخط الجهاد والمقاومة بعد "سيف القدس" غير ما قبلها.