قائمة الموقع

"أقمار نفق القرارة".. رفقاء في باطن الأرض مقاتلين وشهداء

2021-05-25T12:50:00+03:00
صورة أرشيفية
فلسطين أون لاين

لعشرة أيام متتالية وأهالي مدينة خان يونس يترقبون بفارغ الصبر علّهم يسمعون خبرا يطمئن قلوبهم عن تسعة من أبناء المدينة المعروفين بحسن السيرة والخلق، في حين كان ذووهم ينتظرون بارقة أمل تكشف مصير من جمعهم العمل الدعوي والجهادي، حتى توج ذلك بأن نالوا الشهادة معا.

كان آلاف المواطنين الفلسطينيين، شيعوا الجمعة الفائتة جثامين الشهداء التسعة الذي قضوا نحبهم من جراء قصف طائرات الاحتلال الحربية لهم في أثناء وجودهم في نفق للمقاومة في منطقة القرارة شرق خان يونس، جنوبي قطاع غزة.

علاقات ود

بيان أبو مصطفى (شقيق الشهيد منيب) يؤكد بأن الشهداء الثمانية الآخرين كانوا بمنزلة منيب بالنسبة له، "فهم رفقاء أخي وجيراننا وتربطنا بهم علاقات ود، وأنا لم أفقد أخاً واحداً بل فقدت تسعة".

ويضيف: "فقد كنا نراهم دومًا بحكم ملازمتهم أخي الذي كان من وحدة النخبة بكتائب القسام، فكانوا يعيشون في الأنفاق أكثر مما يعيشون فوق الأرض، وقد كانوا على وشك أن يستشهدوا معا في تصعيد سابق لقوات الاحتلال حينما استهدفوا في أثناء خروجهم من النفق".

ويتابع: "كانوا دائما معا يقضون أغلب وقتهم معا، حتى إن منيب قضى شهر رمضان معهم فلم يتناول طعام الإفطار معنا سوى مرتين، وكانوا معتكفين معا في العشر الأواخر من الشهر الفضيل قبيل استشهادهم".

في حين تُبين والدة الشهيد "أم منيب" أن الشهداء الثمانية كانوا رفاقا دائمين لمنيب، فهم أبناء مسجد واحد، مشيرة إلى أن نجلها كان متعلقا بحب الوطن، وصمم على الالتحاق بكتائب القسام منذ كونه في الصف الثالث الإعدادي.

وتضيف: "صمم على طلبه في ٢٠١٤ بعد أن اعتقل الاحتلال ثلاثة من أصدقائه فانخرط في العمل العسكري حتى تاريخ استشهاده برفقة عدد من أصدقائه وجيرانه".

وتشير إلى أن منيب كان يتحلى بأخلاق رفيعة جعلته محبوبا لدى الجميع، وكان يتمنى أن ينال الشهادة حتى ظفر بها.

وتقول بنفس صابرة: "ربنا أفرغ علينا الصبر ونحن ننتظر معرفة مصيره. ما كنت أريده فقط ألّا يكون مصيره مجهولاً وأن أعرف ما إذا كان حيا أو ميتا والحمد لله سجدت لله سجدة شكر عندما أكدوا لي استشهاده".

في حين كان الأمر مشابها في بيت الشهيد مالك حمدان الذي استشهد في النفق ذاته هو وابن عمه منيب محمود حمدان ليختتما حياة ترعرعوا خلالها معا في البيت ذاته الذي كان فيه جده الشيخ أحمد نمر حمدان أحد القادة المؤسسين لحماس ومن الشخصيات المؤثرة فيها.

ويقول إسماعيل حمدان (والد الشهيد): "ابني تخرج من كلية الرباط قبل أسبوع من استشهاده، وكان شديد التدين يقضي وقته في أداء النوافل والعبادات، وكان ملازما لابن عمه منيب، فكانا قريبين ورفيقَي دراسة وعمل جهادي حتى استشهدا معًا".

ويتابع: "وبرغم صعوبة الفقد فإن كل شيء في سبيل القدس يهون"، مشيراً إلى أن جميع الشهداء معهما هم من أبناء منطقتهم وجيرانهم فتربطهم علاقات ود وجيرة.

اخبار ذات صلة