فلسطين أون لاين

​إغلاق معبر رفح يبدد الآمال في عمرة رمضان

...
رفح - ربيع أبو نقيرة

"أتألم قهرًا منذ 3 سنوات لحرماني أداء مناسك العمرة في شهر رمضان المبارك، وتبددت أحلامي بأداء مناسكها في الشهر الفضيل على أعتاب معبر رفح البري" قال الشاب محمود أبو راضي.

وأضاف: "أترقب خبرًا صحفيًّا بحكم عملي في الوسط الصحفي يثلج صدري ويكتم قهري بفتح معبر رفح تزامنًا مع قدوم شهر رمضان للسفر لأداء العمرة، ولكن الأمنيات سرعان ما تتلاشى يومًا بعد يوم، والمعبر مازال مغلقًا".

وتساءل أبو راضي الذي شارف الثلاثين في حديثه لصحيفة "فلسطين" والحيرة تملأ عقله: "لماذا نحرم للعام الثالث على التوالي أداء مناسك العمرة في رمضان؟!، أليس من حقنا كبقية المسلمين في أنحاء العالم أن نتمتع بأدائها وكسب الأجر العظيم خلال رمضان؟!".

وناشد السلطات المصرية النظر بعين الرحمة إلى معاناة أهالي قطاع غزة، وفتح معبر رفح للمرضى والحالات الإنسانية أولًا، ثم تمكينهم من أداء العمرة في العام المقبل.

وأعلنت وزارة الأوقاف والشئون الدينية فشل موسم العمرة للعام الثالث على التوالي، الأمر الذي خيب آمال سكان قطاع غزة المحاصرين في زيارة بيت الله الحرام والأماكن المقدسة بمكة المكرمة والمدينة المنورة.

كلاهما يخنق الإنسان

الفتاة نهال أبو معمر (26 عامًا) كذلك انتظرت طويلًا تحقيق حلمها بزيارة بيت الله الحرام، وتبدد هذا الحلم على أعتاب معبر رفح.

وشبهت إغلاق المعبر في وجه معتمري القطاع بسَدّ منفذ الهواء عن الرئتين، فكلاهما يخنق الإنسان، قائلة: في حديثها لصحيفة "فلسطين": "زيارة الحرم أمنية بنيت عليها الكثير من الأحلام".

وأعربت أبو معمر عن أمنياتها وأملها في الاستمتاع بأجواء روحانية في مسجد رسول الله بالمدينة المنورة، قائلة: "حِرماننا الاستمتاع برؤية الأماكن المقدسة للعام الثالث على التوالي بمنزلة عقاب قاسٍ ومر، نتمنى زواله".

بدوره أعرب الشاب بسام زعرب عن شعوره بالإحباط الشديد للعام الثاني على التوالي، من محاولاته السفر إلى بلاد الحجاز وأداء مناسك العمرة، دون جدوى، بسبب الإغلاق المستمر لمعبر رفح البري.

وقال في حديثه لصحيفة "فلسطين: "أتمنى رؤية الكعبة وتقبيل الحجر الأسود"، عادًّا حرمانه وسكان قطاع غزة أداء هذه العبادة جريمة إنسانية بحق مليوني نسمة.

وتابع زعرب: "أعرف أناسًا تجاوزوا من أعمارهم الستين عامًا ولم يتمكنوا من زيارة المسجد الحرام"، داعيًا إلى فتح معبر رفح وتسهيل سفرهم إلى بلاد الحجاز قبل أن يموتوا وتدفن معهم أحلامهم.

وبعد أن أقفل صبحي أبو الحصين العام الـ40 من عمره قبل ثلاث سنوات بدأت محاولاته واستعداداته لمغادرة قطاع غزة إلى بلاد الحجاز، كي يؤدي مناسك العمرة، ويزور الأماكن الإسلامية المقدسة.

لكن ظروف الحصار المشدد من الإخوة العرب قبل الغرب قتلت فيه أمنياته، وفق حديثه، قال: "أصبح اليأس هو المسيطر، كون معبر رفح مغلقًا منذ سنوات وهو المنفذ الوحيد لنا، عدا فتحه بعض الأيام للمرضى والحالات الإنسانية".

وتابع أبو الحصين في حديثه لصحيفة "فلسطين": "لم يحصل في التاريخ أن يمنع مسلمٌ أخاه المسلم من زيارة بيت الله الحرام، لذلك حرمان السلطات المصرية معتمري غزة أداء هذه العبادة أمر مستهجن، وعليهم أن يراجعوا حساباتهم، وأن يتركوا الشعائر الدينية خارج دائرة السياسة".

التسجيل متوقف

بدوره بين بلال برهوم أنه وزوجته لم يتمكنا من مغادرة قطاع غزة المحاصر منذ عشر سنوات على التوالي، لأي سبب كان، قائلًا: "بادرت وسعيت إلى أداء مناسك العمرة على مدار السنوات الثلاث الأخيرة، دون جدوى، مع أنني أحمل الجنسية المصرية".

وتابع في حديثه لصحيفة "فلسطين": "كلما ذهبت للتسجيل أنا وزوجتي أبلغتنا مكاتب التسجيل للسفر أن التسجيل متوقف لفشل مواسم العمرة، بسبب إغلاق معبر رفح، وعدم سماح السلطات المصرية لسكان غزة بالسفر".

من ناحيته قال إسماعيل الصيداوي (31 عامًا): "زيارة بيت الله الحرام وأداء مناسك العمرة حلم أتمنى تحقيقه في ظل الوضع الراهن"، مشيرًا إلى أنه عزم أمره قبل ثلاثة أعوام لتحقيق حلمه، لكن إغلاق المعبر حال دون ذلك.

ولفت إلى أن اسمه مدرج في سجلات المعتمرين لدى إحدى شركات الحج والعمرة، بانتظار سماح السلطات المصرية لسكان غزة بالسفر إلى السعودية من أجل أداء مناسك العمرة.

وتمنى في حياته قضاء بعض من أيامه خلال شهر رمضان بمكة المكرمة والمدينة المنورة، عند الكعبة وفي مسجد رسول الله، قائلًا: "إن شاء الله يفتح المعبر في العام القادم، ويكون لنا نصيب في أداء مناسك العمرة".

وتتشابه أمنية الشاب معتز أبو حميد وأمنيات من سبقوه في السفر إلى الحجاز وأداء العبادة.

وتساءل في حديثه إلى صحيفة "فلسطين": "على الصعيد الشخصي لا أعرف ما السبب في منع السلطات المصرية سكان غزة من السفر إلى الحجاز وأداء العمرة"، مضيفًا: "لكن يبدو أن الأمر برمته يأتي في إطار حصار سكان غزة حتى في أداء الشعائر الدينية".