ما الحياة إلا خميلة وارفة الظلال، يتفيأ فيها الأحرار والرجال؛ ولا يستحقها إلا الشرفاء الأبطال.
إنهم زينة الدنيا وبهجتها؛ ريحهم مسك وطيب، وأنفاسهم نفح عطور لا تدانيها أحلى العطور.
في منازلة الشرف والحياة صقور وآساد ونسور، وما الحياة معهم إلا وقفة عز وفخار.
منزلتهم في الدنيا جمال في جمال في جمال.
نعم؛ إنهم الكبار الأباة؛ بل أكابر الكبار، لهم في الدينا حياة، وفي الآخرة ألذ وأحلى الحياة.
بمزيد من ألوان البهجة؛ هم للشجاعة عنوان. هم للكرام والكرامة حصن أمن وأمان.
يا لهم من أبطال. في أخراهم مع الصديقين والنبيين والأبرار، في جنات النعيم والرضوان.
أربأ أن أُشَبِه بهم أحدًا من خلق الله!
بانوراما تخلب الألباب!
لا تحلو الحياة إلا بألوان الحياة. بانوراما حية، تخلب الألباب؛ تجلت أحلى وأبهى التجليات، وسط ظلام العصر "الهمجي" الحالك، قشعت الغشاوة عن أبصار وبصائر أموات الضمير، والملاعين والشياطين؛ ممن عبثوا وعاثوا فسادًا في الارض، ولا من رقيب أو حسيب، ولا خوف أو وجل من رب العالمين؛ حتى حكم الباري -عز وجل- وأخذ بأيدي جنده الميامين، أحد عشر يومًا من "شوال، وأيار" أصلاهم فيها سعيرا، "بسيف القدس"، وقد كشف حسبهم، ومن والاهم، وما كانوا يحسبون.
هل وضعت الحرب أوزارها؟
لقد انكشف وجه الحق عن فيالق من الجبناء الرعاديد، وما كانوا إلا شياطين وجراذين؛ أو ما أشبه، يتساوون، أو يتساوقون مع الخونة والجواسيس؛ أو أضل سبيلا!
عسى أن يرعووا، أو يعودوا إلى الصواب، أن يدركوا أو يعقلوا.
أما ان يصموا آذانهم، وأن يظلوا يعمهوا في غيهم سادرين؛ لا تحسبنهم إلا ألوان من الشياطين والجراذين والأرذال من التائهين والخونة والضالين.
منازلة الحساب والعقاب.
الأيام حبالى يا هؤلاء وأولئك.
يا جبناء حسابكم عسير عسير. أنتم سواء بسواء مع الخونة والضالين، بل أنتم ومن لفَّ لَفَكُم، أو داراكم، أو سكت عنكم إلا شياطين خيانة وضلالة آبقون. فإما أن تلبسوا البراقع، وإما أن تلوذوا بجحور ظلماء ليس لها من قرار حتى لا تراكم عين ولا تخطروا على بال. يا عفن الحياة. يا حبناء. يا لعنة الحياة.