فلسطين أون لاين

​هل باتت عملية "التسوية" في ذيل الاهتمامات بعد قمة الرياض؟

...
جانب من زيارة ترامب للسعودية (أ ف ب)
رام الله / غزة - أحمد المصري

هل باتت عملية التسوية بين السلطة الفلسطينية ودولة الاحتلال الإسرائيلي في ذيل الأولويات بعد قمة الرياض الأمريكية العربية الإسلامية؟ تساؤل يطرح نفسه على الساحة، سيما وأنه يأتي في ظل حالة التناغم الأمريكي العربي، والأحاديث المتصاعدة عن رغبة واشنطن لإطلاق مبادرات سياسية يتم عبرها تطبيع علاقات العرب مع "تل أبيب" وأن تطبيع هذه العلاقات من الأولويات الأساسية لديها بعيدًا عن أي ملف آخر.

ونقلت صحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية أمس، عن مصادر سياسية في حزب "الليكود" داخل دولة الاحتلال أن مطلع يوليو/ تموز القادم سيشهد إطلاق مبادرة أمريكية سياسية في المنطقة لتطبيع العلاقات العربية الإسرائيلية.

وقال مسؤول رفيع المستوى في السلطة للصحيفة، إنه وأثناء لقاء جمع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس السلطة محمود عباس، الذي أجري في بيت لحم، أوضح "ترامب" لعباس أنه ينوي قيادة خطوة سياسية قريبة تستند إلى مبادرة سلام عربية – سعودية في البداية.

مفصل أساس

يتضح ذلك وفقا للمحلل السياسي أسعد أبو شرخ في أن الأولوية في تحقيق التسوية لم تعد تتجه نحو مفصلها الأساسي "الفلسطيني-الإسرائيلي"، بل القفز تجاه الدول العربية وتأجيل أي متعلقات تخص الفلسطينيين.

ويقول أبو شرخ وهو دبلوماسي سابق لصحيفة "فلسطين"، إن واشنطن تبحث عبر رئيس إدارتها "ترامب" في المرحلة الحالية عن خلق تطبيع إسرائيلي عربي سيما مع الدول الخليجية منها على حساب القضية الفلسطينية، مع الاستناد على "المبادرة العربية للسلام" لكن "بصورة معكوسة".

وأضاف: "المبادرة العربية للسلام تتحدث عن أن حل القضية الفلسطينية مع دولة الاحتلال وإقامة دولة مستقلة للفلسطينيين شرط للتطبيع الكامل مع العرب، غير أن واشنطن تريد وبرغبة إسرائيلية أن تُطبع العلاقات مع العرب ومن ثم التفكير بما يمكن صنعه للفلسطينيين".

وتوجد مؤهلات لإمكانية قبول العرب بأي مبادرات أمريكية جديدة وفقا لأبو شرخ، سيما وأن العرب يرون أنفسهم يقفون على رمال متحركة، وتعصف بهم موجات "العنف"، ووجود عدو بعنوان "الإرهاب" يرون أنه يشكل خطرًا على حكمهم ودولهم، وأنهم بحاجة لمن يساعدهم في ذلك، غير أن أبو شرخ رأى أن أي مبادرة سياسية أمريكية تستثني حل ما وصفه "لُب الصراع" في الشرق الأوسط لن يُكتب لها النجاح.

رأس أولويات

المحلل السياسي جهاد حرب، قال إنه من الواضح أن الإدارة الأمريكية الجديدة بزعامة "ترامب" تضع على رأس أولوياتها ما يسمى "مكافحة الإرهاب"، ومناهضة إيران، حيث تراهما خطرين بحاجة لمواجهتهما بتحالف عربي استراتيجي يقوم على تحقيق علاقات تطبيعية ما بين العرب و(إسرائيل).

ويرى وهو أستاذ علوم سياسية سابق في جامعة بيرزيت، أن العلاقات التطبيعية ما بين العرب والاحتلال ستكون على حساب القضية الفلسطينية، وقلب المعادلة التي قامت عليها مبادرة التسوية العربية عام 2002.

وقال حرب لصحيفة "فلسطين": "من المبكر الحديث عن إمكانية قبول الدول العربية بمعادلة السلام مع إسرائيل برعاية ورغبة واشنطن، وأرجح أن ينطلق الاحتلال بمبادرات للتسوية مع كل من السلطة الفلسطينية والدول العربية بشكل متوازٍ".

ويؤكد أن قراءة الواقع تشير إلى إمكانية أن تنجح مبادرة واشنطن للتسوية التي يدور حديث عن قرب انطلاقها في إقامة علاقات عربية إسرائيلية "مشدودة"، دون أن تصل للعلاقات الدبلوماسية الكاملة الطبيعية في حال جرت دون أن تكون هناك حلول سياسية للمسألة الفلسطينية.