فلسطين أون لاين

المنازلة الكبرى لم تبدأ بعد

غزة تقهر أمريكا

"شهر أيار يا شهر البركات".. يرحمك الله، شاعر فلسطين "إبراهيم طوقان"، ها هي غزة الشوكة الأقوى "بلسان يبوس وكنعان" تدق أول مسمار في عرس إمبراطورية الظلم والطغيان التي يشار إليها، زوراً وبهتانا بـ "الولايات المتحدة الأمريكية"، وقد امتطتها اليهودية الصهيونية –بكل دنسها ورجسها– مركبا نجساً رخيصاً للبغي والعدوان، على مقدرات شعوب الأرض، لأتفه الأسباب التي تخصها، كما يشهد بذلك بنيامين فرانكلين، أحد أشهر رؤساء الولايات المتحدة الأمريكية، قبل أن تستفحل اليهودية الصهيونية فيها، وقد حذر من نجاستها وأخطارها على الشعب الأمريكي، الذي لوثته وأعمته، وأفقدته بصره وبصيرته، أكثر من قرن من الزمان، ولم تزل.

اليوم، تقف غزة شامخة، ترفع بيارق النصر والعزة والكرامة على العدوان الصهيوني وحاملة لواء –المزبلة الأمريكية- وقد آن الأوان لتطهيرها، وذلك في خضم منازلة التحرير والنصر لفلسطين القداسة والطهارة.. وبعد.

المنازلة الملحمية الكبرى لم تبدأ بعد.

نعم، اليوم يقف أحرار العالم، في مشارق الأرض ومغاربها يحملون بيارق النصر، تحية وإجلالًا لغزة فلسطين والحق والحرية، في مسيرة الملحمة الظافرة، لتحرير البشرية جمعاء، رغم كيد الظلم والظالمين، إخوان الشياطين، في البيت الأسود، وبيوت "الوقاحة السياسية" في لندن وباريس، وغيرها من مزابل وجحور الخفافيش والعلوج، في دنيا الذل والهوان.

لكِ الذل والخزي والعار يا بلاد "الأنكل سام" ورعاة الأبقار، منذ "وودرو ويلسون 1917 إلى أبي بايدن، ومن سيشهد ذل وخزي هذه الأمريكا من بعده.

هذه هي القدس؛ بوابة السماء، ومسرى رسول الله بأٌقصاها الشريف وقيامتها المقدسة؛ عبق التاريخ، وإكسير الحياة، وملح الارض، ورحيق الحلاوة والجمال؛ التي تحن الجنة وتشتاق لها؛ كما جاء في الحديث القدسي "إن الجنة لَتَحِنُّ شوقاً الى بيت المقدس".

غزة، يا أحرار وشرفاء العالم –في كنف الأقصى والقيامة– انتصرت لكل الأعتاب المقدسة في القدس، وللقيم الإنسانية في كل فلسطين وامتدادها في الشتات، وانتصرت بإيمان مجاهديها وسيوف أبطالها، وصواريخ العزة والكرامة التي حملتها الأيادي المتوضئة الشريفة، وقد ضربت الأمثال في قهر الظالمين والظلام، بقيادة سيدة الطغيان والهوان الصهيوأمريكي، المدججة بكل أسلحة الدمار –رغم كل ما أحاط بغزة وشعبها العظيم، من صنوف القهر والحصار، والجوع والألم بكل الأشكال والألوان.

يا دول المزابل وأشباه البشر.

أين من غزة رقاع أرضية بلا كرامة ولا ناموس، أسموها في جغرافيا النفاق السياسي "دولا "، وما كانت إلا زرائب وخرائب، لقطعان من أشباه بشر دون إحساس أو ضمير!

هذه الخرائب، ظن طغاتها أنها دول تتساوى مع دول العصر والتاريخ، وما هم إلا صنادل وأحذية وبساطير، تشرفوا بانتعال الأقدام السوداء لها.

ماذا أقول يا غزة في هؤلاء القطعان، أشباه البشر؟

أؤكد جازما أن وصف "عبيد" كبير عليهم؛ إذ إن العبيد قد قُهِروا حتى استعبدوا رغما عنهم.

إن هؤلاء قد سعوا بأنفسهم طائعين لينالوا "شرف العبودية والاستعباد".. الويل كل الويل لمن يحكمون هؤلاء، أليسوا أرذل أنواع العبيد؟

مهما امتلكتم من جحافل ودبابات وصواريخ وبوارج وأساطيل وطائرات، أنتم أقزام، وفي مضمار الكائنات أنتم حشرات وديدان وجرذان. بطون الأرض ونجسها أولى بكم من أديمها والحياة فوقها.

لا غرابة يا غزة أن تمتلئ الأرض –بما رحبت– بالخنازير والجرذان، الذين استمرؤوا ببيع البلاد والعباد للشيطان، وأن يرهنوا أنفسهم لنفس الشيطان.

تيهي يا غزة في سماء المجد والعز، في عرس ملائكي ترتلين آيات النصر، على أعظم سجادة خشوع وإيمان، تمتد من الجامع العمري في غزة إلى أعتاب الأقصى، ومن كنيسة يوحنا المعمدان إلى القيامة والمهد، ومن ثم في رباط بلا حدود لإعلاء كلمة الله، ولسحق الظلم والظالمين في كل بقاع الأرض، يا زينة بلاد الله في الأرض.

يا غزة؛ كانت أحد عشر يوما من الأيام المجيدة، لها ما بعدها وما كانت إلا "بروفة" ناجحة مُقَدِّمة للملحمة الكبرى التي لم تبدأ بعد، والتي تنتظرها جحافل المؤمنين الصادقين لتحقيق النصر المبين، الذي تلوح أنواره من كل صوب وحدب آية للمتقين.. صدق الله العظيم