فلسطين أون لاين

محور المقاومة في المعركة.. الهاربون في المزبلة

"من جهز غازيًا فقد غزا"؛ وبذلك إن المجاهدين عصبة، شركاء في الهم والمصير؛ بل إخوة، بمقدار مشاركتهم وعطائهم، في قتال الأعداء، بأمر إلهي؛ نفذه أولياء الله، ببركته ورضوانه.

هذه العصبة المباركة؛ وهي تذب عن حياض الوطن، وإعلاء كلمة الله في وطن العباد، الذين يقيمون فيه شعائر التقوى والدين.

وهذه معركة "سيف القدس"، التي جاءت لتلبية عباد الله، في الأقصى وأكنافه، وقد حمل المؤمنون في قطاع غزة تشريفًا فرضته العناية الإلهية، ونواميس الكرامة والعزة، في محور، يمتد ملايين الكيلومترات، في ديار العرب والمسلمين، عدا ديار الإنسانية والشرف والمروءة في مختلف أنحاء المعمورة، نصرة للحق وإزهاق الباطل.

وها هي الصواريخ وقاذفات اللهب؛ وقد انطلقت من "رباط" غزة هاشم؛ تصلي مغتصبات وأوكار الذئاب الصهيونية سعيرًا على أرض فلسطين المغتصبة منذ نحو 72 عامًا، فيها اغتصبت غفلة منذُ زمن كَبَتْ فيه خيلنا، وتثلمت فيه سيوفنا؛ وعبثت فيه قوارض السفاهة والخيانة، وغُثاء السيل، والرويبضات الأعرابية العفنة فكرًا وسلوكًا، وعمالة واتباعًا.

وها هي المنازلة المقدسة في أسبوعها الثاني يعلو لهيبها، ويَسَتَعِرُ أوارها، في مواكبة تباركها السماء من كل أبناء الرباط الفلسطيني، وكل أحرار الدنيا، لتستمر حتى توقظ كل النيام والمأفونين والمنافقين، وفاقدي الضمير والقيم الإنسانية النبيلة، في ليل حالك الظلمة، لف المظلومين والمكلومين، من أهل فلسطين ردحًا من الزمان، عرفوا فيه الظلم والذل أشكالًا وألوانًا، في مأساة لم يعرف لها التاريخ مثيلًا.

في هذه الحال ومعركتنا مع الباطل محتدمة، تثبت وجودها وصمودها بسواعد وجهود شباب وشعب فلسطين؛ أتوجه إلى المتخاذلين والمرتجفين والهاربين ممن ينتسبون إلى فلسطين، وديار العربان والمستعربين والشياطين والأفاقين، أن يكفوا عن تفاهاتهم وتخرصاتهم؛ التي ما عادت تنطلي حتى على الحمير والخنازير البشرية؛ وليعلموا أنهم ساقطون لكونهم في ميزان القيم أشياء لا بشرًا.

إنكم تافهون تافهون، لا يسد أفواهكم إلا حجارة من سجيل، تخلد ذكراكم سجلات الخيانة والعمالة والنذالة.

 

تنبيه..

أما كيف نواجه هؤلاء "الأشياء" التافهين والتائهين؟ فتقول الوقائع إن شعبنا الطيب والمعطاء بطبعه، وبعناية الله، عليه أن يتولى الرد الحاسم عليهم، وأن يلقم أفواههم وقلوبهم وأسماعهم وأبصارهم العمى والكساح، وأحاسيسهم البلادة وسوء المنقلب؛ وإنك أيها الشعب العظيم لقادر على ذلك، لأن الله قد كشف سترهم، وافتضحهم دنيا ودينًا.

إنهم عُري لا يعرفون للشرف والمروءة سبيلًا.

لطالما أوغلوا في سفالاتهم وانحطاطهم وتخرصوا بألسنتهم الجرباء؛ تلويث سمعة المرابطين والأشراف المستظلين بألوية الجهاد المقدسة بسفاهات شتى؛ من مثل: إنهم قد "بنوا وعلوا" .. إن أبناءهم يتمتعون بالثروات، ويركبون أحدث وأفخم السيارات، ويصادقون "أعداء الله"، ويلعنون بذلك حزب الله، وأنصار الله، وما إلى ذلك من الأكاذيب والضلالات.

احذروهم، المنازلة تمضي، تصلي الصهاينة سعيرًا، وهم في جوقة نباحهم وعوائهم ماضون في أسوء استغلال لبساطة الناس وطيبتهم.

وهكذا لا بد أن يجدوا من يصدقهم، وهم يكررون أكاذيبهم وأباطيلهم، وقد تصهينوا حتى الثمالة أكثر من هرتزل، ووايزمن، وبن غوريون ونتنياهو، وبقية السلسلة الصهيونية، ألا إنهم مأجورون مأمورون.

وعليه إن الحقد أخذ منهم كل مأخذ، وكأنهم يحرصون على قوة وسلامة "منازلة سيف القدس"، يتساءلون باستهزاء: أين محور المقاومة لم تظهر صواريخهم ولا دباباتهم ولا.. ولا..؟! أين حزب الله؟! أين سوريا؟! أين إيران؟! أين العراق؟! أين..؟! أين..؟!

كأنهم كانوا في مركب المقاومة أصلًا!

ومع شديد الأسف نكرر أنهم يجدون من يصدقون ترهاتهم وأباطيلهم، من البسطاء والدهماء.

هنا نؤكد لمن انطلت عليهم هذه الأكاذيب والأحابيل أن محور المقاومة سوف يكون  العالم بأسره، وبكل أحراره وشرفائه، التظاهرات الاحتجاجية عمت العالم، حتى في داخل الوكرين الصهيونيين في واشنطن، و(تل أبيب)، ما حدا بالصهاينة العرب، ودهاقنتهم و"فلاسفتهم" للهرولة نحو إيقاف المنازلة، ليس خوفًا على المدنيين الفلسطينيين وحقن الدماء حقًّا، بل خوفًا على مكتسباتهم وكراسيهم المهلهلة  المتهالكة.

إن شعب الجهاد في فلسطين وفي محور المقاومة يعرف أصدقاءه وأعداءه، وهو الذي يحق له أن يتساءل، والمنازلة ماضية –بإذن الله– رغم كيد الكائدين، وفلسطين، كل فلسطين من بحرها إلى أُرْدُنِّها، من الناقورة إلى أم الرشراش، لعروبتها خالصة، وبكل تصميم وكبرياء، والقافلة تسير.