قائمة الموقع

عز الدين حلس.. شهيد سيغيب عن ميلاد طفله المنتظر

2021-05-19T12:58:00+03:00

لم ينتظر أن يحظى أخوه العائد من مناوبته الليلية في المستشفى بقسط من الراحة على الرغم من أنه طلب منه أن تغفو عيناه ليريح بدنه وينتظر حتى قدوم العصر، ولكنه أصر على الذهاب إلى أخته منذ بداية ساعات النهار، لينهي زيارته لأداء صلة الرحم في رمضان فقد تأخر عليها بما يكفي ولا يريد أن يتأخر عليها أكثر من ذلك.

رضخ الطبيب أشرف لرغبة شقيقه عز الدين حلس، واستقلا السيارة برفقة والدهما وابن أخيه وكانت وجهتهم من مسجد المرابطين حتى بداية منطقة الشعف في غزة، وفي أثناء سيرهم استهدف الاحتلال السيارة بصاروخ من طائرة حربية دون طيار وكأنه موجه لشخصه، فأصابه مباشرة وارتقى شهيدًا على الفور في ١٢ من الشهر الجاري.

ومن كان معه في السيارة فتحوا أبوابها ونزلوا منها دون أن يصيبهم أي أذى عدا ابن الطبيب أشرف الذي كان يجلس بجواره فقد أصابته شظايا متفرقة بأنحاء جسده.

يقول أشرف لصحيفة "فلسطين": "حاولت أن أقنعه بتأجيل موعد الزيارة ولكنه رفض على غير عادته، وأصر على إتمام مشواره لأخته التي لم يتمكن من زيارتها خلال شهر رمضان بسبب انشغالهما وكأنه كان يعرف أنه ذاهب إلى أجله في آخر أيام هذا الشهر الفضيل".

عز الدين الذي كان يبلغ من العمر 27 عامًا، متزوج ولديه بنت لم تتجاوز ثلاثة أعوام وينتظر صغيرا بعد أشهر قليلة، وهو من سكان حي الشجاعية شرق مدينة غزة.

وكانت زوجة عز الدين حدثته قبل أيام عن منام حلمت به، أيقظها من سباتها وجعل النوم يفارق جفني عينيها، بأن والدته التي فارقت الحياة قبل عام بذات التاريخ الذي استشهد فيه عز الدين، أخبرتها في المنام بحجم اشتياقها لابنها وتطلب منها إرساله لها.

ويشير أشرف إلى أنه ظهرت علامات على عز الدين تظهر بدنو أجله، لكن لم ينتبه إليها أحد إلا بعد أن فارق الحياة ولم يصبح بينهم.

ويضيف: "لقد فقدنا كنزا ثمينا، فطيلة حياته لم يكن عز الدين إلا طائعا وبارا بوالديه بصورة لا يتخيلها أحد، وليس فقط لهما بل أيضًا لإخوته جميعًا، وكان غالبيتنا يعتمد عليه في شئون البيت فهو نوارته وثريا البيت".

ويتابع حديثه: "كما أنه آية في الأدب والاحترام وفي تعامله مع الجميع، لذلك كان مقدرًا بينهم، فخلق لنفسه

سيرة طيبة إضافة إلى إيمانه القوي وصلاحه، فلم يقطع فرضًا وهو ملتزم في الصلاة بالمساجد، ومحفظًا ومعلمًا للقرآن الكريم".

وما يراه شقيقه أن "الله اصطفاه من بيننا، وأننا نجونا بأعجوبة إلهية".

أما والده محمد الذي بدا صوته صابرًا محتسبًا أمره لله يقول: "لا أخفي عليكم أن هذا الابتلاء هو من عند الله ليختبر صبرنا في آخر يوم من شهر رمضان، فحتى هذه اللحظة أعاني من أوجاع في صدري وصعوبة في التنفس لا يعلم بها إلا الله من هول الصدمة، وذلك من شدة حبي لفلذة كبدي، ولكن ما يبرد النار في قلبي أنه شهيد وأملي أن يحشر مع النبيين والصديقين والشهداء".

ويوضح أنه منذ نعومة أظفاره رباه على الأخلاق الإسلامية المحافظة على تعاليم الدين، فله ماضٍ طيب مرضٍ لله قبل أن يكون مرضيا لعباده، فكان في صغره من الأطفال الهادئين الطائعين لوالديه، يحبه الجميع ويتعاملون معه على أنهم إخوة له في الله.

ويستذكر والده: "لا أذكر أنه خرج يومًا دون أن يعلمني أو يسألني إذا كنت أحتاج إلى شيء من الخارج، وكان ذخرًا وسندًا لوالدته طيلة سنوات مرضها، ويعمل كل ما بوسعه لإعانتها وتوفير ما تحتاج إليه".

وكان قد آلمه ما يحدث في حي الشيخ جراح في القدس المحتلة والمسجد الأقصى ويحتج احتجاجًا كبيرًا لكنه لم يكن بوسعه أن يفعل شيئا سوى أن يعلم الأطفال الذين يتتلمذون على يديه في المسجد ما يحدث في المدينة المقدسة، وأهمية نصرتها.

اخبار ذات صلة