نشر موقع عبري تقريرًا مطولًا حول ما أسماها "المعركة السرية" التي يخوضها جيش الاحتلال الإسرائيلي والشاباك ضد أموال حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في الضفة الغربية المحتلة.
ويأتي التقرير على خلفية اشتداد وتيرة مصادرة الكيان الإسرائيلي أموالًا وأغراضًا عينية من مواطنين بالضفة بزعم أنها قادمة من حركة حماس.
وذكر موقع "والا" العبري في تقرير لمراسله العسكري "أمير بوخبوط" أن حرب أدمغة تدور بين حماس من جهة وضباط الشاباك من جهة أخرى أثناء تعقب أموال حماس وهي في طريقها للضفة الغربية سواءً تلك القادمة من قطاع غزة أو الخارج.
وأشار التقرير إلى أن "حماس تعتمد أكثر على تطوير وسائلها في إيصال الأموال لنشطائها بالضفة وبالأخص عائلات الأسرى والشهداء والذين تعتبرهم الحركة بمثابة مخزونها البشري وقاعدتها المتينة"، وفق وسيلة الإعلام العبرية.
وقال الموقع إن جزءًا من المعركة يديرها الشاباك مع "مكتب مفرجي صفقة شاليط بغزة"، وهم نشطاء من حماس أُفرج عنهم في صفقة تبادل الأسرى (وفاء الأحرار)، زاعمًا أنهم "يعملون صباح مساء على تهريب الأموال للضفة بهدف تشكيل خلايا لتنفيذ العمليات بالضفة، وكان أبرزهم مازن فقها" الذي اغتالته "إسرائيل" عبر عملائها في غزة قبل نحو شهرين.
ولفت الموقع إلى "تطور وسائل تهريب الأموال لحماس وتحولها إلى أكثر ذكاءً عبر شركات وهمية أو جمعيات أو حسابات وهمية في البنوك أو استخدام تطبيقات الهواتف الذكية للقيام بحوالات بنكية دون الحاجة للوصول إلى البنوك وترك بصمات في المكان".
ووثّق الشاباك منذ بداية العام نهب نحو مليون شيكل، ادعى أنها تابعة لنشطاء من حماس والجهاد الإسلامي في الضفة، بينها نهب 244 ألف شيكل من أحد نشطاء حماس خلال شهر يناير الماضي، بالإضافة إلى الاستيلاء على 35 مركبة.
وأحصى التقرير تنفيذ الجيش والشاباك أكثر من 40 عملية ضد أموال حماس آخرها كانت ليلة الثلاثاء الماضي حينما نهب الجيش 20 ألف شيكل وألف دينار أردني كانت لدى أسر شهداء وأسرى بزعم أنها أموال تابعة للحركة.
التحول إلى ظاهرة
وقال الموقع إن المبالغ المحوَّلة للنشطاء في الضفة لم تكن لتشد انتباه أحد خلال "انتفاضة الأقصى" التي بدأت عام 2000، زاعمًا أنها اتسمت بتحويل مبالغ مالية ضخمة تصل إلى ملايين الدولارات.
ولفت التقرير إلى وجود تحدٍ كبير للجيش والشاباك مؤخرًا يتمثل في إعادة بناء بيوت أهالي الشهداء التي يهدمها الجيش، سواءً عبر أموال من حركة حماس أو أموال يتم جمعها بالتبرعات، وهو ما يضعف عامل الردع الكامن خلف عمليات هدم البيوت، وفق "والا".
وقال الموقع إن ملاحقة الشاباك وأجهزة الأمن الفلسطينية في الضفة لنشطاء حماس حوّل نشاطاتهم إلى سرية في غالبيتها.
وأضاف "خلافًا للنشاطات المكشوفة لحزب الله اللبناني وحماس في غزة، يصنف الشاباك والجيش حماس في الضفة على أنها تحولت إلى ظاهرة وليس تنظيما محصورا عكس الواقع قبل عقد من الزمان، حيث كانت مكاتب حماس مكشوفة وعليها راياتها وصور الشيخ ياسين".
في حين، نقل الموقع عن ضابط بالشاباك قوله إنه من الصعب اليوم العثور على جمعية أو مؤسسة لحماس في الضفة، لكن الحركة تستخدم جمعيات قد يكون على رأسها نشطاء من فتح، أما المكان الوحيد بالضفة الذي ستعثر فيه على علم مرفوع لحماس فهو داخل الجامعات فقط".