لقد سجل "سيف القدس" أعظم تجلياته منتصرًا للحق الوطني، وقد أنزل بالعدو الصهيوني وزبانيته، وأتباعه، وطابوره الخامس أشد الضربات، فقد مرغت هاماتهم وأنوفهم في الوحل والعفن.
"سيف الله"، طابور العز والأنفة والكبرياء.. عصبة إيمان ومؤمنين، وضعت ارواحها ومهجها على اكفها وأرخصت حياتها ودماءها في سبيل الوطن، وإعلاء شعائر الله على أرض الوطن.. تُرى؛ من هم أعداء هذا السيف؟ سيف القدس.. سيف الإباء والشمم؟
إنهم طوابير من اربع جهات الأرض، بل من السماوات والبحر، وان خامسهم أخطرهم، وأكثرهم إيلاما وفتكا..! تارة يظهر بمسوح العفة والشرف، بين العامة والسذج والبسطاء ينفث سمومه واباطيله، وكأنه من رسل الهداية والرسالة.. وتارة مختبئ في الجحور والشخاريب، يمارس الجوسسة والخيانة، مرتبطا بحبال الرذيلة؛ وقد باع نفسه وعرضه بانتظار انكشاف امره؛ عاريا في هيئات وجلود الخنازير والسحالي والافاعي..
قبل منازلة "سيف القدس" رأينا هذا الطابور على شاكلته وهيئته الأولى، يتبجح مشككًا بحرارة وانفعال شديدين، بمن يُعِدُّون ويستعدون لخوض غمار حرب ضد أعداء البلاد والعباد، الغاصبين للحق ومغتصبي الوطن والديار.
نعم؛ يقومون من وراء براقعهم ومسوحهم بتسفيه روعة الجهاد والمجاهدين، والتقليل من شأن سلاحهم وإمكاناتهم المتواضعة، بقياسها جبخانات العدو اللامتناهية، وكأنهم يخشون على "بني قومهم" من مغبة هزيمةٍ يتمنونها، لغايات في نفوسهم المريضة، أو تنفيذا لإرادة مشغليهم، أو المزيج منهما معا..
وفيما "سيف القدس" البتار، في اليد المؤمنة المتوضئة يخوص معمعة المصير، منزلا بالعدو ضربات موجعة مؤلمة على طريق الهزيمة التي اصبحت قاب قوسين أو أدنى, رأيناهم في صور شتى من الذعر والهلع؛ وقد تبهرجوا بالخوف من ان يخذلهم الشركاء، في محور المقاومة، من هنا وهناك، ومحاولين التشكيك في ولائهم ومذاهبهم وقلة امكاناتهم؛ لا بل لا يتورعون ان يصنفوهم حلفاء للعدو من "تحت الطاولة" كما يزعمون ويتخرصون كأنهم كانوا شركاء في الاعداد والاستعداد لخوض المعركة ومنازلة العدو مع معسكر المجاهدين والشركاء، الذين تعرفهم دنيا الايمان والطهارة، والذين يدمغهم البغاة والطغاة بطابع الارهاب.
وهكذا؛ فإن أجنحة من هذا الطابور، قد مسحت وجوهها بالنجاسة والقذارة، وربطت مصيرها بالعدو مباشرة أو تمويها، وفق مصالحها، وقد اجتهدت في اعمال جوسسة وخيانة وخذلان مباشرة، لأتفه الاسباب التي تخصهم في مصالحهم ومراتبهم وارتباطاتهم بمزابلهم ومستنقعاتهم...!!
إنهم يرتجفون..
حقيقة؛ لقد اعادتنا معمعة "سيف القدس" المنتصرة الظافرة إلى ايامنا الخالدة من بدر إلى حطين عين جالوت وغيرها..
وها هم الرعاديد الجبناء من عبدة الطاغوت في هذا الطابور من عربان واعراب، وهمج وعلوج، وطراطير وغربان، يتفشى فيهم السعار والجذام، وقد رفعوا رايات الخزي والعار، بمزيج من الهلع والذعر – يجرجرون اذيالهم نحو الانتحار، والموت فطسا بدون رحمة أو شفاعة، كميتة الكلام المسعورة الضالة، وبئس المصير.
أما والمعمعة لم ينجل غبارها بعد، فإن ثمة فسحة من وقت لمن يريد ان يستغفر أو يتوب، عسى ان يُتَقَبَّل منه - ولو مرتجفا أو مخزيا – ومع التكفير عما اقترفت يداه من آثام وآلام.