بعد خطاب ترامب في قمة الرياض أمام عدد من رؤساء الدول العربية والإسلامية وذكره حماس ضمن قائمة الإرهاب من حيث الرؤية الأميركية، حسب كثيرون أن حماس باتت في مأزق، مع أن أميركا تضع حماس على قائمة الإرهاب منذ فترة طويلة؟! الخطاب لم يأتِ بجديد في هذا الباب غير أنه جاء على لسانه في قمة يحضرها عدد من الزعماء العرب والمسلمين، وفي هذا إحراج لهؤلاء الزعماء، لأنهم يرون في حماس حركة مقاومة، أو قل حركة تحرر وطني.
إذا كانت حماس في مأزق بسبب خطاب ترامب، فإن محمود عباس والسلطة في مأزق من نوع آخر، فقد تجنب ترامب في لقائه محمود عباس ذكر حلّ الدولتين، على الرغم من أن محمود عباس رحب بالدور الأميركي على قاعدة حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود ١٩٦٧م وعاصمتها القدس، وهو ما تجاهله ترامب.
بعض المحللين قال تعقيبا على موقف ترامب إنه أرجع القضية الفلسطينية مائة سنة إلى الخلف، وإن أي دراسة عميقة تقول إن حل القضية الفلسطينية حلا مقبولا على قاعدة حل الدولتين لا يمكن أن يكون على يدي ترامب الذي يبدي انحيازا غير مسبوق لـ(إسرائيل) وهذا واضح عمليا وفي كل المستويات.
إذا كانت حماس في مأزق، فإن السلطة أيضا في مأزق، ولا ترى أملا فيما يمكن أن يطرحه ترامب في الأشهر القادمة، بينما الاستيطان يتزايد، وتهويد القدس يتزايد، بل إن نتنياهو يتكلم عن تحرير القدس في عام ١٩٦٧م، ولا يتكلم عن احتلال القدس، ففي رؤيته أن العرب هم الذين كانوا يحتلون القدس قبل ذلك التحرير؟!
أمام هذه الحالة المسكونة بالأسوأ فإنه ليس أمام حماس وفتح غير تطبيق المصالحة وتجديد الحوار البنّاء لبناء صف فلسطيني عربي قادر على مواجهة التحديات القادمة، وهي في نظري التحديات الأخطر على القضية الفلسطينية؟! أو الذهاب باتجاه حلّ السلطة وتحميل الاحتلال المسئولية المدنية عن السكان في غزة والضفة والقدس المحتلة.