يا كل شرفاء العالم.. كل العالم؛ هذه القدس -إيلياء– مهوى أفئدة المؤمنين والاتقياء، منذ الازل والى الأبد.. تباركتِ بمحمد والمسيح والخليل، وأخيرًا وليس آخِرًا صلاح الدين ومن سار على دربه من بعد.
القدس "عروس عروبتكم"، ورمز عزتكم في خندق الرباط الأول؛ تصارع الظلم والطغيان، حول الأقصى والقيامة والعتبات المقدسة، وتضرعُ إلى الباري تعالى وتستغيث بكل من لديه ذرة من شرف أو مروءة في هذا العالم للوقوف معها حفاظًا على طهارتها وقداستها.
يا كل خنادق الرباط؛ من طهران إلى غزة، إلى الشام واليمن ولبنان، يجب ألا يصارع رباط غزة البغي الصهيوني وحده، القدس لكل هذه الرباطات: يستحق كل رباط أن يكون في هذا السياق المقدس.
إن رباط حماس والجهاد وشرفاء ومجاهدي غزة قد هبُّوا ولبَّوا نداء القداسة هذا، وبعثوا بأدق وأوفى رسائلهم؛ صواريخ من لهب ونار تصلي ظهور ووجوه الصهاينة في القدس وغير القدس في كنف الأقصى، عسى أن يستحي من يتشدقون بالعروبة والإسلام، وبالعزة والكرامة، كي يلتحقوا بركب أجلِّ مراكب الجهاد أو ليكفُّوا عن التآمر والخيانة في جحورهم وأوكارهم؛ والأجدى لهم أن يلبسوا البراقع ويجرجروا أذيال القناع والطرحات.
لا مجال لأي مبررٍ لمن يمتنع عن الجهاد في أشرف منازلة بين الحق والباطل. نعم؛ يا من أصابت الغشاوة أبصاركم وبصائركم، واصطففتم إلى خندق العدوان الصهيوني، منذ كامب ديفيد إلى الرباط، يمكن لكم أن تعودوا عودة تمسح الغي والعمى السياسي والفكري الذي أخد بكم إلى مهاوي الردى، في المستنقع الصهيوني الآسن، الذي أبعدكم عن عروبتكم وإسلامكم وبقية معتقداتكم.
إن صواريخ القسام وغير القسام قد وصلت –نارًا وجحيمًا– وقد طالت القدس وتل أبيب وعسقلان وكل حواضر وقرى فلسطين، وها قد اخترقت هذه الصواريخ كل القبب الحديدية وحيتس، ومقاليع داوود، وكل جبخانة الرعب الصهيوني الأمريكي، ولا بأس أن نذكر أنها أرعبت الصهاينة وأَقَضَّتْ مضاجعها، ونشرت الذعر في كل المغتصبات من مدن وقرى فلسطين التي اغتصبوها وأحالوها إلى أوكار ذئاب.
استردوا أنفاسكم يا من هرولتم من أعراب وعربان نحو بني صهيون وبن غوريون، كفا فحيحًا وزعيقًا بأن (إسرائيل) لا تُهزم.
أيها المهرولون.. تعلَّموا مبادئ الرجولة..
"الضيف" القائد القسامي قال محذِّرًا القيادة الصهيونية من مغبة التعدي على حرمة "الشيخ جراح" وباحات الاقصى.. وقد حدد لهم موعدًا بالساعة والدقيقة؛ وقد أطلق صواريخه مصدِّقًا لما قال وأنذر، وها هي تصلاهم سعيرًا.
"الضيف" لا يمتلك طائرات ولا دبابات ولا غواصات، لكن عنده الإيمان والشجاعة والكرامة، لا أقارن إمكاناته التسليحية بإمكاناتكم وجبخاناتكم.
بقي أن تتلاقى صواريخ غزة مع صواريخ الجنوب اللبناني السوري القادمة من الشمال، والصواريخ القادمة من إيران والعراق من الشرق وغيرها ما يأتي من اليمن والجنوب، ولسوف يصحب هذه الصواريخ ألوان من الأسلحة الجوية والبحرية التي سوف تدخل –بلا شك– لنصرة الحق في القدس وكل فلسطين.
أعودُ إلى عرب الردة والنذالة: ماذا لو لبيتم نداء شعوبكم وأمتكم للمشاركة في معركة الشرف والكرامة التي تدور رحاها في كنف القدس الشريف منذ الأمس لتكون من "خير أمة أخرجت للناس"، لا من مستنقع النجاسة والخيانة، عسى أن تستفيقوا.. فيا خيل الله اركبي!.
الطريق باتجاه القدس معبدة وسالكة وقد عبدتها جحافل المؤمنين المجاهدين الصابرين من أبناء فلسطين، من كل العوائق والعقبات، حتى لا تلهثوا تعبًا ومشقة، وحتى لا تأخذكم صواعق حساب عسير مع شعوبكم وأمتكم يوم النصر القريب بإذن الله.
ألا أن طاقة أمل قد فتحت أمامكم، وإلا إلى مزابل التاريخ وبئس المصير.