فلسطين أون لاين

​التغذية المتكاملة.. تخفّف التعب عن الحامل الصائم

...
غزة - صفاء عاشور

تعاني المرأة الحامل على مدار فترة الحمل من التعب والإرهاق بسبب التغيرات التي تطرأ على جسدها خلال هذه المدة، وخلال شهر رمضان كثير من السيدات يعانين من مزيد من الإحساس بالإرهاق والتعب الشديد بسبب امتناعها عن شرب السوائل وعدم تناول وجبات على مدار اليوم لتغذيتها هي والجنين.

السيدة ميرفت عويضة 20 عامًا من مدينة غزة، أعربت عن تخوفها من صوم شهر رمضان خاصة أنها تمر بهذه التجربة للمرة الأولى، فهي حامل الآن في الشهر الثاني وتشعر دون صيام بإرهاق مستمر.

تقول: "منذ الصباح أبدأ رحلتي مع الغثيان والتقيؤ والذي يستمر لساعات مستمرة، وبعد أن تتوقف حالة القيء يبقى الإرهاق والتعب ملازمين وهو ما يجعلني غير مرتاحة طوال اليوم".

في هذا التقرير نورد لكل سيدة حامل بعض النصائح التي تُجنبها الاحساس بالتعب وتدفع عنها أي مخاطر يمكن أن تُلحق الضرر بها أو بجنينها.

طبيب النساء والولادة د. عوني عطا الله أوضح أنه من الطبيعي أن تمر كل سيدة حامل بالإرهاق والتعب خلال فترة حملها، لافتاً إلى أن هذا التعب يختلف من جسم لآخر وحسب قدرة كل سيدة على تحمله.

وقال في حديث لـ"فلسطين": إن "على المرأة الحامل أن تقوم ببعض الأمور التي يمكن أن تجنبها الإرهاق خلال الصيام، وذلك من خلال توزيع أعمالها المنزلية على فترات متباعدة من اليوم، بحيث لا ترهق نفسها بشكل متواصل".

وأضاف: "مطلوب من السيدة الحامل أن تتغذى بشكل جيد بحيث يكون لديها مخزون من الطاقة يكفيها لكل المجهود الذي ستقوم به خلال فترة النهار التي تصوم فيها"، مؤكداً أن هذا المخزون يجب أن يكفيها ويكفي الجنين".

وبين أن الجنين يستهلك من الأم الأكسجين والغذاء والأملاح المعدنية الأمر الذي يؤدي لنقصها من جسمها وبالتالي إحساسها الدائم بالإرهاق، منوهاً إلى أنه بتعويض كل ما سبق يمكن أن تخفف المرأة من أعراض التعب التي تشعر بها.

وأكد عطا الله على ضرورة أن تتغذى المرأة بشكل متكامل من حيث النوعية والكمية، حيث تتناول الأطعمة التي تمدها بالطاقة خلال وجبتي الفطور والسحور، بالإضافة إلى إمكانية تناولها للمقويات كالحديد وبعض الفيتامينات التكميلية التي تستفيد منها المرأة والجنين على حد سواء وتبعد عنهم التأثر بشكل سلبي من موضوع الصيام.

ولفت إلى أنه بدلاً من تناول الفيتامينات يمكن للحامل أن تستعيض عنها بتناول الخضار والفاكهة بكافة أصنافها والتي يمكن أن تمد الحامل بعناصر غذائية متنوعة وطاقة ونشاط تُعينها على صيام النهار بطوله.

واستدرك: "أما في حال أن تكون المرأة مصابة ببعض الأمراض العضوية المرافقة للحمل مثل قصور الغدة الدرقية والكبد والكلى وأحياناً الضغط والسكري فيجب أن تتخذ احتياطاتها لئلا يؤثر الصيام عليها وذلك باتباع ارشادات الطبيب الذي تتابع عنده".

وشدد على أن الصيام لا يشكل أي خطر على المرأة الحامل لو انتبهت وأخذت احتياطاتها، مؤكداً على أنه يجب على الحامل أن تكون واعية خاصة صاحبة الحمل الأول التي يُفضل أن تستفيد من تجارب أهلها وقريباتها لإيجاد حل لكل ما تمر به من ظروف.

واختتم عطا الله نصائحه للحامل بضرورة عدم بذل جهد كبير خلال نهار رمضان مع التركيز على موضوع التغذية والنوم الجيد خلال النهار، وعدم الإكثار من تناول الطعام ساعة الإفطار وتوزيع الوجبات على فترات تتناسب مع حاجتها.