ضغوط نفسية وتوتر واكتئاب وتقدم في العمر، كلها عوامل تؤدي إلى اضطراب هرمونات الجسم وتسبب الإصابة بارتفاع ضغط الدم، في حين يحتاج مرضى الضغط إلى عناية فائقة واختيار نظام غذائي ينظم الضغط ويمنع من آثاره الخطرة على القلب.

ومع تفشي جائحة كورونا مرضى الضغط معرضون لمخاطر الإصابة بالفيروس لضعف مناعة أجسامهم، لذا تتعاظم مشاكلهم الصحية، وبذلك يحتاجون إلى أغذية تخفض الضغط وترفع من مناعة أجسادهم لتمر كورونا عليهم بسلام.

يقول خبير التغذية رمضان شامية: "أول ما يجب أن يفعله مريض ضغط الدم التقليل من استخدام الملح الذي يعمل على احتباس السوائل في الجسم، والتوجه نحو زيادة الأغذية الغنية بالبوتاسيوم الموجود في الموز، والتفاح، والتوت الأرضي، وجميع الأوراق الخضراء الفقيرة أيضًا بالصوديوم".

وينصح شامية في حديثه إلى صحيفة "فلسطين" بتقليل اللحوم الدسمة من الدجاج واللحوم الحمراء، والإكثار من الأسماك لاحتوائها على أوميجا 3، وإضافة زيت الكتان أو مسحوق الكتان إلى السلطة، وبذور الشيا، والسمسم، وزيت الزيتون، والأفاكادو، وجميعها ترفع من الكولسترول النافع وتخفض الضار منه.

ويشير إلى أن المكسرات النيئة تحتوي على المغنيسيوم والزنك والبوتاسيوم، وهي مصدر للبروتين والدهون المفيدة، بمقدار حبتين، ويمكن تحميصها على النار مع القليل من عصير الليمون، ويترك يجف ليعطيها الطعم المقبول.

ويبين شامية أن الفواكه الموسمية والحمضيات مفيدة، لا سيما الليمون لأنه غني بالبوتاسيوم والكالسيوم.

وفي وجبة الإفطار يدعو مريض الضغط إلى البدء بتناول التمر، لأنه غني بالبوتاسيوم، وقليل الصوديوم، وشرب الماء لتهيئة الجهاز الهضمي، ثم تناول صحن شوربة الخضار أو الشوفان.

وينصح شامية بتأدية صلاة المغرب، ثم تناول المشروبات الرمضانية كعرق السوس، الذي عكس ما هو شائع بأنه يسبب ارتفاع الضغط.

ويوضح أن عصير عرق السوس مفيد لمرضى ضغط الدم، وما يشاع أنه يضر بهم اعتقاد خطأ، والضار في الأمر إذا استمر شربه مدة 14 يومًا على التوالي.

ويبين شامية أن مشروبي الخروب والكركديه ينظمان ضغط الدم، ويعد الكركديه بنقعه 12 ساعة بماء دافئ ثم يُصفى.

وينبه إلى أن من أفضل المشروبات التمر الهندي؛ فهو حارق للدهون ومخفض للكولسترول والدهون الثلاثية في الدم.

ويحث شامية على شرب ثمانية أكواب من الماء على الأقل يوميًّا، وفي الجو الحار زيادتها إلى 12 كوبًا.

ويشدد على أهمية المشي لمريض الضغط قبل الإفطار بساعة أو بساعة ونصف، فذلك مهم لحرق الدهون والخلايا الميتة والمتراكمة والمخزنة بالسموم.

وعلى وجبة السحور ينصح شامية بتناول اللبن مع إضافة ملعقتين من المكسرات النيئة، أو مسحوق الخروب الغني بالألياف والسكريات غير المهضومة، ويمكن الاعتماد على تمر ولوز مع أوراق خضراء على السحور.

ويحذر من تناول المقليات والأغذية المملحة كالأسماك والألبان، ناصحًا بأن يستبدل بها شوربة بصل مع البندورة وزيت زيتون نصف استواء لغناها بمضادات الأكسدة.

تقوية المناعة

وللتخلص من القلق والتوتر وقلة النوم يدعو شامية إلى صنع "المشروب المعجزة" المفيد لصحة الجسم عمومًا، المكون من: حبة موز، و10 إلى 12 حبة لوز نيئ، و30 حبة بزر قرع نيئ أو اليقطين أو الكوسا مع تقشيرهما، وملعقتين كبيرتين من السمسم، مع ثلاث حبات من التمر، وكوب ماء، وملعقة من الزبيب الأسود الكبير مع بزره.

ويعدد شامية فوائد هذا المشروب أنه غني بالمغنيسيوم، والبوتاسيوم، والزنك، والكالسيوم، المفيدة لصحة القلب وتنظيم ضرباته، وأنه يريح العضلات ويمنع التشنجات، ويحسن الإخصاب.

أما إذا كان مريض الضغط مصابًا بكورونا فيؤكد شامية أهمية تناول "المشروب المعجزة"، لأنه يقوي المناعة ويحسن سيولة الدم، ويمنع تجلط الدم، ويزيد من تدفق الأكسجين، ويقلل الضغط ويعمل على اندفاع الدم لعضلة القلب وعضلات الجسم بصفة عامة.

وينبه إلى أهمية التعرض لأشعة الشمس مع تحري الوقت المناسب الذي يمتد من العاشرة صباحًا حتى الثالثة قبل العصر، فميول الشمس على الأرض صيفًا يعمل على تحويل الكولسترول إلى فيتامين (د3).

ولكن كيف نجلس تحت أشعة الشمس ومتى؟ يجيب شامية: "يجب تعريض ثلث الجسم للشمس مع ضرورة تغطية الرأس من 10 إلى 20 دقيقة ثلاث مرات أسبوعيًّا".

ويلفت إلى أن الأبحاث أثبتت أهمية حبة البركة في الوقاية وعلاج كورونا بإضافة ملعقة صغيرة منها أو نصفها إلى العسل، ويمكن إضافة الماء الدافئ إليهما وتناولها صباحًا ومساء، لتخفيف ضغط الدم والكولسترول الضار من الجسم.

ولتقوية المناعة عمومًا ينصح شامية بإعداد مشروب السماق بإضافة ملعقة منه إلى كوب من الماء وغليه وشربه مرة يوميًّا.